نفت النائبة بالمجلس الشعبي الوطني، حبيبة بهلول، وعضو المكتب السياسي بجبهة التحرير الوطني ما تمّ ترويجه عن بيان مزعومة لأعضاء المكتب بخصوص سحب الثقة من منسق المكتب السياسي للحزب عبد الرحمان بلعياط، وقالت إن هذا الأمر لا أساس له من الصحة إطلاقا، واستغربت الترويج لمثل هذه الأخبار الكاذبة. أكدت عضو المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني، حبيبة بهلول، وجود اتصالات بين أعضاء المكتب السياسي لبحث تطورات الأزمة التي يمرّ بها "الأفلان" منذ سحب الثقة من الأمين العام السابق، عبد العزيز بلخادم، الذي لم يقطع الأمل في العودة إلى منصبه تمهيدا للترشح للانتخابات الرئاسية، وأردفت بأن هذه الاتصالات لم تصل إلى مرحلة الاتفاق على خيار من قبيل سحب البساط من تحت أقدام بلعياط، رغم أنها تركت الباب مفتوحا أمام كل الاحتمالات. كما أشارت القيادية في الحزب العتيد إلى أن موقفها من منسق المكتب السياسي لمك يتغيّر على أساس أنه "لا نتفق معه في طريقة العمل"، حيث أعابت على عبد الرحمان بلعياط "استفراده بالقرار" وحصر دائرة قراراته في مجموعة محدودة من أعضاء المكتب السياسي وهم ثلاثة، وتقصد بهم كلا من عبد الحميد سي عفيف ومدني برادعي وكذا مشبك، الذين قالت إنهم وراء التعيينات الأخيرة في هياكل المجلس الشعبي الوطني، واعتبرت حبيبة بهلول ما قام به المنسق "عملا انفراديا يتحمّل مسؤولياته لوحده". ومن الناحية الإجرائية ليست هناك إمكانية لسحب الثقة من منسق المكتب السياسي لأنه وجود في الأصل للمكتب السياسي على اعتبار أن المادة التاسعة من القانون الأساسي ل "الأفلان" تنص على أن تسيير المرحلة الانتقالية للحزب في حال غياب الأمين العام تسند إلى عضوي المكتب السياسي الأكبر والأصغر سنا، وهو ما يعني عمليا عدم وجود صفة لبقية الأعضاء، لكن هذا الأمر لم يمنع بلعياط من استشارتهم في عدد من المسائل. ويواجه منسق المكتب السياسي لجبهة التحرير الوطني بإسناد مناصب المسؤولية في هياكل المجلس الشعبي الوطني لمحسوبين عنه، لكنه ينفي ذلك جملة وتفصيلا ويؤكد أن كل القرارات التي اتخذها جاءت بعد استشارة كل أعضاء المكتب السياسي وأخذ موافقتهم رغم تحفظ البعض حول مسائل يراها بلعياط شكلية، وأمام هذا المناخ يبقى من الصعب التكهن بتوجهات "الأفلان" خلال المرحلة المقبلة، رغم أن الثابت هو استمرار عبد الرحمان بلعياط في استماتته ضد الضغوط الكبيرة التي يواجهها في هذه المرحلة التي إن مرّت بسلام فستكون بمثابة المنعرج الأخير قبل انفراج أزمة الحزب العتيد الذي يتوقع مناضلوه بان يكون له شأن رئاسيات ربيع العام القادم.