11 عضوا في المكتب السياسي يقررون عزل بلعياط اليوم قالت مصادر عليمة من داخل حزب جبهة التحرير الوطني أن بيانا سيصدر اليوم من طرف 11 عضوا في المكتب السياسي لإعلان تنحية عبد الرحمان بلعياط من منصبه كمنسق للمكتب بعد تزايد الأخطاء التي ارتكبها هذا الأخير في المدة الأخيرة والتي أزمّت الوضع أكثر داخل الحزب. بدأ المنقلبون على الأمين العام السابق للآفلان عبد العزيز بلخادم ينقلبون على بعضهم البعض، إذ قالت مصادر مطلعة أن ساعات عبد الرحمان بلعياط في منصبه كمنسق للمكتب السياسي باتت معدودات، وأن اجتماعا مهما لمعارضيه في المكتب سيعقد اليوم ليلا في مكان غير معلوم للفصل في هذا الأمر، وسيتم بعدها إصدار إعلان لجميع المناضلين في الحزب لإعلامهم بتنحية بلعياط وإسقاط صفة التحدث باسم الحزب عنه. وحسب هذه المصادر التي تكتمت كثيرا عن ذكر المزيد من التفاصيل نظرا لحساسية الموضوع فإن 11 عضوا من المكتب السياسي قرروا عقد لقاء في مكان غير معلوم للفصل في قرار عزل بلعياط، هذه المصادر التي تحدثت "للنصر" أمس قالت أن الاجتماع هذا يمكن أن يعقد في أي لحظة لكن بيانا إعلاميا سيصدر بعد ذلك للإعلان عن القرار لجميع أعضاء اللجنة المركزية وجميع مناضلي الحزب. ودائما حسب نفس المصادر فإن أعضاء المكتب السياسي الواقفين مع بلعياط يعدون على رؤوس الأصابع وهم عبد الحميد سي عفيف، عمار تو وعبدالقادر مشبك فقط بينما يقف 11 عضوا الباقين ضده وقد قرروا عزله. وحول الصيغة التي سيتم الخروج بها بعد العملية أضافت مصادرنا أن الذين سيعزلون بلعياط لن يكرروا نفس الخطأ الذي وقع هو فيه عندما اعطى لنفسه منصبا لا وجود له، وهم إما سيتركون المكتب السياسي بدون منسق ويعينون ناطقا باسمه يتدخل فقط عند الضرورة قد يكون عبد القادر زحالي، أو محمد عليوي أو الطيب لوح لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء التي وقع فيها بلعياط، لأن تعيين منسق آخر بدله لا معنى له وقد يثير معارضة أخرى بحكم أن هذا المنصب لا سند قانوني له في كامل نصوص الحزب. واعتبرت ذات المصادر أن بلعياط أصبح من الماضي، بل وذهبت إلى حد التأكيد أن دعوى جزائية ضده ستصله في الأيام المقبلة بتهمة تبديد أموال الحزب هو وعبد الحميد سي عفيف وعزيز جوهري مسؤول الإدارة والمالية. ومعلوم إن خيار تنحية بلعياط من المنصب الذي وضع نفسه فيه يأتي في ظل تسارع الأحداث داخل الحزب العتيد وتأزم وضعه الداخلي أكثر بعد القرارات الأخيرة التي اتخذها بلعياط المتعلقة بالتعيينات في هياكل المجلس الشعبي الوطني التي أثارت احتجاج العديد من النواب، وهي ربما العلمية التي عصفت به بعد ستة أشهر من ممارسته صلاحيات الأمين العام تحت غطاء "منسق المكتب السياسي". ويعتزم أعضاء المكتب السياسي المنقلبين على بلعياط الدعوة لعقد دورة اللجنة المركزية بعد رمضان والعمل على تهيئة الأجواء لها بعد الإطاحة ببلعياط الذي يبدو انه تحول إلى بلخادم ثان في ظرف ستة أشهر فقط بالنظر للصلاحيات التي أصبح يمارسها على كل هياكل الحزب. لكن لا شيء يبدو واضحا في الأفق، في ظل هذه المناورات والكواليس لأنه في حال رفض بلعياط قرار أعضاء المكتب السياسي فإن أزمة من نوع خاص ستزيد الوضع تعقيدا داخل الحزب العتيد.