اتهم رئيس حركة النهضة التونسية، الشيخ راشد الغنوشي، أطرافا داخل تونس بالسعي إلى تعكير وإفساد العلاقات مع الجزائر بتحريك "اتهامات مجانية" ضد ما أسماه "الشقيقة الكبرى"، في وقت استنكر فيه الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، ما وصفه ب "الإدعاءات الكاذبة والمغرضة" الصادر عن بعض الأوساط في تونس، مجددا التأكيد بأن الجزائر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول. ندّدت الجزائر "بشدة" ما وصفته ب "الإدعاءات "الكاذبة والمغرضة" الصادرة عن بعض الأوساط في تونس عبر قنوات تلفزيونية ومواقع الكترونية التي تعتبرها المسؤولة عن تدهور الوضع الأمني في هذا البلد، وقد جاء هذا الموقف على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، عمار بلاني، الذي أكد في تصريح في تصريح له أنه: "نلاحظ بأن بعض الأوساط في تونس تروّج عبر قنوات تلفزيونية وعلى بعض المواقع الالكترونية إدعاءات غير مسؤولة وخلطا غير مقبول حيث يعتبرونها المتسبب في تدهور الوضع الأمني في تونس". وأفاد بلاني في هذا السياق قائلا: "إننا ندين بشدة تلك الإدعاءات الكاذبة والتي لا تمت للحقيقة بصلة والمنطلقة من عملية استغلال وتضليل ترمي إلى تغليط الشعب التونسي في الوقت الذي يتجند هذا الأخير لمواجهة الإرهاب"، مضيفا أن "الجزائر التي تظل وفية لمبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان" تبقى كذلك "متمسكة على الدوام بتعزيز" علاقات الأخوة والتضامن مع الشعب التونسي، معلنا أن الجزائر "تدعم جهود الشعب التونسي في تحقيق تطلعاته ومثله". إلى ذلك سارع زعيم حركة النهضة الحاكمة في تونس إلى التنديد بالحملة التي تقوده أطراف داخل بلاده ضد الجزائر بعد الأحداث التي شهدتها منطقة الشعانبي جراء تنفيذ عمليات إرهابية استهدفت الجيش التونسي، حيث ورد في بيان وقعه الشيخ راشد الغنوشي قوله: "تكرّرت إشارات بعض وسائل الإعلام إلى دول شقيقة وصديقة واتهامها بالضلوع في أحداث الاغتيال والعنف التي وقعت في تونس، وتعقيبا على هذه التصريحات المغرضة والاتهامات المجانية فان حركة النهضة ترفض وتدين بكل شدة هذه الإشارات والاتهامات". واعتبر الغنوشي هذه الاتهامات بأنها "تهدف إلى إفساد علاقات تونس مع الدول الشقيقة والصديقة"، مشدّدا في الوقت نفسه على أن حركته "تؤكد على الأهمية الاستراتجية البالغة للعلاقات بين تونس ودول الجوار وفي مقدمتها الشقيقة الكبرى الجزائر وكذلك بالدول الصديقة" مثلما دعا البيان "الجميع" إلى "تجنب العبث بالمصالح العليا لوطننا". من جهتها سارت وزارة الشؤون الخارجية التونسية على نفس النسق عندما أصدرت أمس الأوّل بيانا نزّهت فيه الجزائر من كلّ الاتهامات التي وُجّهت إليها بخصوص تورّطها في أحداث الشعانبي، حيث أكدت الوزارة "حرصها الشديد على الحفاظ على عمق العلاقات التى تجمع تونس مع مختلف الدول الشقيقة ولا سيما دول الجوار المباشر"، وجدّدت "رفضها القاطع لكل ما من شأنه أن يستهدف استقرار هذه العلاقات أو يعكر صفوها"، وجاء في البيان أنه "على إثر ما يتم تداوله فى بعض وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى من تصريحات تتهم دولا شقيقة وصديقة بالضلوع فى الأحداث التى شهدتها بلادنا مؤخرا". وقطع الموقف الذي أبدته حركة النهضة التي تقود الائتلاف الحكومي في تونس، الطريق أمام مساعي بعض الجهات داخل المعارضة في هذا البلد نقل الأزمة السياسية والأمنية التي تمرّ بها تونس إلى الجزائر على خلفية التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة الشعانبي بمحافظة القصرين، حيث وقعت أعمال عنف وعمليات إرهابية تخللتها عدة انفجارات منذ شهر أفريل من العام الحالي، وتقول السلطات التونسية إن مجموعة مسلحة تنتمي إلى تنظيم "القاعدة" تنشط في هذه المنطقة المحاذية للحدود مع الجزائر.