بدت الاستجابة للإضراب المتجدد الذي دعا إليه المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني في يومه الثاني بعدد من ولايات البلاد "ضعيفة" و "متباينة" من طور تعليمي لآخر وحتى بين أساتذة المؤسسة التربوية الواحدة. وبعد جولة بولاية البليدة فقد لوحظ أن الطور الابتدائي لم يسجل استجابة واسعة للإضراب حيث شوهد تلاميذ المدارس الابتدائية يلتحقون بمؤسساتهم التربوية بصورة عادية على غرار مدرسة حصامنية حميد و مدرسة الذكور لزعبانة بوسط المدينة و بشهادة المنسق الولائي للكناباست فإن الإضراب مس أربع ابتدائيات على مستوى الولاية. أما بالطور الثانوي وبثانوية محمد ماحي فقد لوحظ أن إدارة المؤسسة -و تفاديا لحالة التذبذب و الفوضى في تقديم الدروس في صفوف المتمدرسين- عمدت إلى تعليق قائمة اسمية للأساتذة غير المضربين حتى يتسن لكلى الطرفين (الأستاذ و التلميذ) مزاولة دراستهم بصورة عادية. كما لوحظ في أوساط التلاميذ حالة من الاستياء و التذمر جراء الإضراب الذي "يثبط من عزيمتهم في كل مرة" حسب قولهم خاصة و أن "هذه الحالة أضحت عادة لا تفارق القطاع سنويا". أما بمتقنة مالك بن نبي بموزاية فلم يلق نداء الإضراب استجابة بين أساتذة الأقسام النهائية الذين فضلوا تقديم الدروس بشكل عادي عكس أساتذة السنتين الأولى و الثانية ثانوي. و بولاية الشلف شوهد خلال اليوم الثاني من الإضراب استجابة أكبر بالطور الثانوي على غرار أساتذة ثانوية الونشريسي بأعالي مدينة الشلف الذين استجابوا بشكل أكبر للدعوة خاصة القدماء منهم في القطاع بالمقارنة مع الملتحقين حديثا حسب العديد من التلاميذ الذين تم التحدث إليهم والذين أعربوا عن تخوفهم من هذا الإضراب الذي قد سيؤثر على تحصيلهم خاصة وأنه تزامن مع قرب فترة الامتحانات المقررة في شهر مارس المقبل. و قد شوهد نفس الوضعية بثانوية الجيلالي بونعامة بوسط المدينة وثانوية الونشريسي. أما بابتدائية الشهيد سحنين علي بحي السعادة الشعبي ببلدية الشلف فالإضراب "لا حدث "حيث التحق تلاميذ بأقسامهم لمزاولة الدروس بصفة عادية. وبشأن إكمالية بن طيب الحاج بحي السلام بالضاحية الشمالية لبلدية الشلف بدت الاستجابة للإضراب بصفة أقل من الطور الثانوي حسبما علم من مدير المؤسسة جلول أبركان عبد القادر. وبولاية الجلفة سجلت مديرية التربية تدني في نسبة الإضراب في يومه الثاني حيث قدرت النسبة ب 2.81 بالمئة أين تم إحصاء 485 موظف متوقف عن العمل من أصل 17268 منتسب للقطاع. وقد عرف هذا الاحتجاج استياء وتذمر لتلاميذ الطور الثانوي وبخاصة المقبلين على شهادة البكالوريا داعين إلى إيجاد حل لهذا المشكل الذي يؤثر على سيرورة وضعية التمدرس. وقد سجل تضارب في الأرقام بين ما تسجله مديرية التربية ونقابة "الكناباست" التي دعت إلى هذا الاحتجاج حيث أكد " المنسق الولائي لهذه النقابة بورنان محمد أن نسبة الإضراب في اليوم الثاني في الطور الثانوي ناهزت 85.65 حيث تم إحصاء 20 ثانوية عرفت نسبة الإضراب 100 بالمئة. وقد قدرت نسبة الإضراب في المتوسط ب 14.32 بالمئة وفي الطور الابتدائي ب 11.25. وبولاية ورقلة سجل الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني لدعم المطالب الاجتماعية المهنية التي رفعها في يومه الثاني اليوم الثلاثاء استجابة "جزئية" ببعض المؤسسات التربوية بولاية ورقلة. ولم يضمن بعض الأساتذة الدروس بمؤسسات تعليمية بعاصمة الولاية على غرار ثانويات سي الشريف علي ملاح ومبارك الميلي أو الخوارزمي والتي سجلت بها نسبة استجابة "متباينة" كما لوحظ في الوقت الذي التحق فيه أساتذة آخرين بأقسام الدراسة وقدموا الدروس بشكل عادي. وذكرت مديرية التربية لولاية ورقلة في أول تقديم حول وضعية الإضراب بأنه سجل 357 مضربا عبر 31 مؤسسة تربوية من بين تعداد لمنتسبي القطاع (أساتذة وإداريين) يبلغ 5.763 عاملا بنسبة استجابة قدرت ب 6.19 في المائة بتراجع طفيف (6.37 في المائة) مقارنة باليوم الأول من هذه الحركة الاحتجاجية. وبغرب البلاد سجل الإضراب في يومه استجابة ضعيفة حيث شهدت ولايات وهران وسيدي بلعباس وتلمسان وغليزان فضلا عن معسكر وعين تموشنت وسعيدة وسيدي بلعباس استجابة "ضعيفة" و"متباينة" لنداء الإضراب. ولوحظ ببعض المؤسسات التربوية عودة التلاميذ إلى منازلهم في ظل رفض الأساتذة تقديم لهم الدروس في حين قام أساتذة في ثانويات أخرى بضمان حصصهم بشكل عادي عكس زملائهم المضربين. وبقسنطينة سجل الإضراب استجابة ضعيفة في الطور المتوسط فيما احترم نسبيا في الطور الثانوي حسب ما لوحظ. و لدى الاتصال بمدير التربية أكد أن المدارس الابتدائية بالولاية عملت كلها بشكل عادي، مضيفا أنه من أصل 4040 أستاذ بالمتوسط لم يلتحق 139 أستاذا فقط بأقسامهم و هو ما يعادل نسبة 3 بالمائة. أما بالثانويات فقد لقي الإضراب استجابة نسبية اليوم. فمن أصل 2683 أستاذا يعملون في الطور الثانوي أضرب 838 منهم و هو ما يعادل نسبة 31 بالمائة وفقا لما أشار إليه ذات المسؤول لافتا إلى أن معدل الاستجابة الإجمالي يقدر ب8،86 بالمائة.