دعا الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا الذين لم يوقعوا بعد على اتفاق السلم و المصالحة للجزائر الذي وقع بالأحرف الأولى في الفاتح مارس أن يقوموا بذلك أو يتوجهوا "مباشرة" إلى التوقيع في "أقرب الآجال" من أجل اقرار سلام دائم بمالي. و صرح الرئيس المالي أول أمس بمطار باماكو لدى عودته من زيارته إلى الجزائر قائلا "نأمل في أن يتفهم إخواننا أن هناك جانبا من الثقة يجب استرجاعه بيننا وبقدر ما نتأخر بقدر ما تكون هناك أضرارا و هذا لا يخدمنا و لا يخدم أي طرف". و أضاف أن "السكان هم الذين سيعانون مرة أخرى و من بين السكان المستضعفين الأطفال و النساء". و أكد قائلا "ينبغي على كل واحد أن يوقع بالأحرف الأولى أو التوقيع مباشرة على الاتفاق في أقرب الآجال و عدم تضييع الوقت. و حول هذه النقطة الأخيرة فإننا على توافق تام مع كافة المجتمع الدولي". و وقعت الأطراف المالية المشاركة في الحوار من أجل تسوية الأزمة في منطقة شمال مالي بالأحرف الأولى في الفاتح مارس الفارط بالجزائر على اتفاق سلم ومصالحة تحت إشراف وساطة دولية تقودها الجزائر. إلى جانب ممثل الحكومة المالية وقع على الوثيقة الحركات السياسية العسكرية لشمال مالي المشاركة في أرضية الجزائر "الحركة العربية للأزواد (المنشقة) و تنسيقية شعب الأزواد و تنسيقية الحركات و الجبهات النضالية للمقاومة و فريق الوساطة بقيادة الجزائر. فيما طلبت تنسيقية حركات الأزواد التي تضم (الحركة الوطنية لتحرير الأزواد و المجلس الأعلى لوحدة الأزواد و الحركة العربية للأزواد "مهلة" لاستشارة قواعدها النضالية قبل التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة. و عن زيارته إلى الجزائر، لاسيما إلى مقام الشهيد قال الرئيس المالي أنه يعي "حجم التضحيات التي قدمتها الجزائر لتكون على ما هي عليه اليوم". و أوضح قائلا "الجزائر التي استعادت حريتها و مكانتها بالسلاح هي نفسها الجزائر التي تدعمنا بقوة اليوم على حد قول رجل جدير بالاحترام و رجل دولة بارز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". و وصف الرئيس كايتا محادثاته مع الرئيس بوتفليقة ب "الودية". و صرح "اجمالا هي زيارة كانت متوقعة وواردة للتعبير عن العرفان إزاء ما تم تحقيقه من أجل مالي و إفريقيا والسلام العالمي. هذا موضوع الزيارة بكل تواضع التي طبعتها أسمى معاني الصداقة و الصدق و الأخوة الحقيقية التي تبقى همنا الوحيد". كما ذكر زيارته إلى المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية التي تنتج كما قال "شاحنات من نوعية جيدة مدنية و عسكرية و لاستعمالات أخرى إلى جانب حافلات". و خلص إلى القول "كل هذا شهدناه في بلد واثق في مستقبله و في حاضره و على أهبة الاستعداد لدعمنا إلى أبعد الحدود…هذا ما يسعني قوله و أتوجه بشكري الخالص للشعبين الناميبي و الجزائري و قادتهما على حسن صنيعهما مع مالي و شخصنا".