الرئيس المالي يشرع في زيارة دولة إلى الجزائر اليوم يبدأ الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كايتا زيارة دولة إلى الجزائر اليوم الأحد و تدوم إلى غاية 24 مارس الجاري، بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة حسبما أفاد به أمس السبت، بيان لرئاسة الجمهورية. و أوضح البيان أن هذه الزيارة تندرج «في إطار علاقات الأخوة و التضامن و حسن الجوار العريقة القائمة بين الشعبين الجزائري و المالي»، مشيرا إلى أنها ستشكل فرصة بالنسبة لرئيسي البلدين للتشاور حول العديد من القضايا التي تهم البلدين، على غرار السلم و الأمن و التعاون في منطقة الساحل الصحراوي، لاسيما نجاح الوساطة بقيادة الجزائر من أجل عودة السلم في شمال مالي. كما تمثل هذه الزيارة بحسب البيان، فرصة لأعضاء الوفدين لبعث التعاون والمبادلات بين البلدين في شتى المجالات. و تأتي زيارة إبراهيم بوبكر كايتا للجزائر بعد ثلاثة أسابيع من نجاح الدبلوماسية الجزائرية في جعل الحكومة المالية و الجماعات المسلحة السياسية-العسكرية لشمال مالي، توقع في الفاتح من مارس الجاري بالجزائر العاصمة على اتفاق سلام ومصالحة في أعقاب ثمانية أشهر من مفاوضات مراطونية شاقة جرت عبر خمس جولات متتالية برعاية الوساطة الدولية التي قادتها الجزائر. ويجسد الاتفاق الذي وقع بالأحرف الأولى الالتزام الصارم لوضع حد للأزمة في مالي من خلال الحوار وتكريس المصالحة الوطنية، من خلال الاحترام التام للسلامة الترابية و الوحدة الوطنية و الطابع اللائكي و الجمهوري لمالي. و كانت تنسيقية حركات الأزواد التي لم توقع وقتها بالأحرف الأولى على هذا الاتفاق و التي طلبت مهلة لاستشارة القاعدة، قد طلبت لاحقا من الوساطة أخذ عدد من الملاحظات بعين الاعتبار لتمكينها من التوقيع على اتفاق السلام بالجزائر. و جاء في التصريح الذي نشرته الأربعاء الماضي عقب اجتماع مع وفد موسع من الوساطة، أن تنسيقية حركات الأزواد » و دون أن تطعن في المضمون الشامل للاتفاق تبدي عددا من الملاحظات و تطلب من الوساطة أن تأخذها بعين الاعتبار لتمكينها من التوقيع على الاتفاق». و تمت الإشارة إلى أن الاجتماع بين تنسيقية حركات الأزواد و وفد الوساطة الموسع كان مناسبة لاستعراض الوضع عقب انتهاء المفاوضات في إطار مسار السلام. و ذكر التصريح أن الطرفين أعرباعن ارتياحهما للمبادلات التي جمعتهما حول مسار التوقيع على الاتفاق للتوصل إلى رؤية مشتركة و توافقية للاتفاق المقبل. و لاشك أن زيارة الرئيس كايتا، تهدف بالدرجة الأولى إلى التنسيق أكثر مع الجزائر لدفع نسيقية حركات الأزواد إلى توقيع اتفاق السلام و المصالحة الذي وقعه الفرقاء بالجزائر في الفاتح مارس. للإشارة، تضم تنسيقية حركات الأزواد كلا من الحركة الوطنية لتحرير أزواد، والمجلس الأعلى لوحدة أزواد، وشقا من حركة أزواد العربية، و تنسيقية شعب أزواد. و كان الرئيس المالي بوبكر كيتا، قد أعرب في وقت سابق، عن تقديره القوي لمجهودات المجتمع الدولي عموما والجزائر على وجه الخصوص، في التوصل إلى اتفاق للسلام والمصالحة في مالي . واعرب كايتا عن امتنانه العميق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة وللحكومة وللشعب الجزائريين للموافقة وتسهيل المفاوضات بالجزائر بين الأطراف المالية والتي توجت بمشروع الاتفاق الذي وقع عليه بالأحرف الأولى . وقال كايتا «إن الرئيس بوتفليقة وقف ومنذ البداية ، إلى جانب مالي البلد الشقيق والجار من أجل أن يستعيد أمنه واستقراره».يذكر أن الإتفاق الموقع بالجزائر قبل ثلاثة أسابيع، حظي بترحيب المجموعة الدولية، التي اعتبرته خطوة حاسمة بالنسبة للسلام والمصالحة في مالي،و قال البرلمان الأوروبي، أنه نموذج يقتدى به في تسوية النزاعات في المنطقة.