أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني ، أمس، أن حزبه سيعمل من أجل تكريس عمل سياسي "مهذب يعتمد على الشرعية والتمثيل لبناء دولة القانون و المؤسسات". و أبرز سعداني خلال أول ندوة صحفية نشطها عقب تزكيته من قبل المؤتمر ال10 للحزب أن هذا العمل السياسي المهذب يهدف إلى "بناء اقتصاد وطني قوي في ظل دولة تتمتع بالأمن والاستقرار". ولدى تطرقه للمؤتمر ال10 لحزبه الذي وصفه ب"الناجح"، اعتبر نتائجه بمثابة الرد على المشككين في صحة الحزب، مشيرا في نفس الوقت أن ملف معارضي قيادة الحزب "طوي"، مؤكدا أن قيادة الحزب لم تقص أي مناضل من المشاركة في هذا المؤتمر. و بخصوص انضمام عدد من الوزراء إلى عضوية اللجنة المركزية لحزبه اعتبر ذلك "بالحق السياسي المكفول دستوريا" لكونهم مناضلين في الحزب، مشيرا إلى أن هذا الانضمام سيكون "إضافة ايجابية" للحزب والوطن. وفي هذا السياق، قال ذات المسؤول "أنه بانضمام هؤلاء الوزراء للحزب فإن هذ الأخير أصبح يشكل الأغلبية في الحكومة وهو المطلب الذي طالما دعينا إلى تجسيده". ولدى تطرقه لدور المعارضة في تنشيط الحياة السياسية في الجزائر ،ذكر سعداني أن هذه الأخيرة "تفتقد لبرامج وبدائل" وهو الشأن الذي يسمح بفتح نقاش معها حول القضايا الوطنية، مشيرا إلى أن هذه المعارضة "لا تحترم الشرعية". وبشأن ردود فعل بعض الأحزاب السياسية إزاء رسالة تهنئة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح للأمين العام حزب جبهة التحرير الوطني، انتقد سعداني بشدة مواقف هذه الأحزاب "واصفا هذه المواقف ب "الحجة الواهية". و أكد بهذا الصدد، أن الفريق قايد صالح "لم يخترق الدستور، بل العكس فمنذ إشرافه على قيادة الأركان لم نسجل أي خرق للقانون و للدستور"، مشيرا إلى "رفض الفريق قايد صالح التدخل في الحياة السياسية خاصة عندما طالبت بعض الأطراف تطبيق المادة 88 من الدستور خلال مرض الرئيس بوتفليقة". وفي ذات المنحى، ذكر نفس المسؤول أن الفريق قايد صالح "رفض بصفة قطعية تطبيق المادة 88 من الدستور و الانقلاب على الشرعية"، معبرا عن "اعتزاز" جبهة التحرير الوطني "بالمجاهد و قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح". وفي رده عن سؤال حول مسألة توريث الحكم في الجزائر، قال سعداني أنه "لا يتحدث عن شيء غير موجود ولا يجيب عن سؤال افتراضي" مضيفا بالقول: "الرئيس باق ومن يظن أنه غائب فهو مخطئ". وفيما يتعلق بتعديل الدستور، جدد سعداني موقف حزبه الداعي إلى "الإفراج" عنه، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب "تهيئة أرضية سياسية"، تجعل الدستور" يمر بسلام"، داعيا بالمناسبة أحزاب المعارضة إلى المساهمة في هذا التعديل. ومن جهة أخرى، دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الصحافة الوطنية إلى الالتزام بالموضوعية و الاحترافية في معالجة مختلف القضايا مبرزا أهمية وجود تكامل بين الصحافة التي وصفها ب"بوصلة للمواطن وبين الأحزاب السياسية". كما ناشد الصحافة بأن تكون مرآة عاكسة للواقع ، مشيرا إلى أن عصر الصحافة "التي تساهم في الانقلابات وزعزعة الوطن قد ولى" و أن "صحافة المتاجرة والإشهار قد انتهت"، مستغربا إزاء "تطاول بعض وسائل الإعلام على المجاهدين والمسؤولين". كما تطرق سعداني بالمناسبة إلى قضايا تنظيمية تهم الحزب منها على وجه الخصوص تشكيل المكتب السياسي الجديد وضبط قائمة اللجنة المركزية من قبل لجنة الترشيحات بعد الطعون المقدمة من قبل بعض المندوبين. عبد الجبار تونسي Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0