سعداني يردّ على دعوة أويحيى ويصرّح: (فايد صالح لم يخرق الدستور) دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني أمس السبت بالجزائر العاصمة إلى تشكيل (جبهة وطنية واسعة تضمّ مختلف التشكيلات السياسية وتنظيمات المجتمع المدني التي دعّمت رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في عهدته الرابعة). أوضح السيّد سعداني خلال تنشيطه لأوّل ندوة صحفية عقب تزكيته من قِبل المؤتمر العاشر للحزب أن هذه الجبهة (سترافق برنامج الرئيس بوتفليقة وتسهر على تطبيقه ومساندة موافقه والدفاع عن الجزائر وحمايتها وتجنيد مختلف فئات الشعب حول برنامج الرئيس بوتفليقة). وفي ردّه عن سؤال حول دعوة الأمين العام بالنيابة للتجمّع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى إلى إنشاء قطب سياسي يجمع أحزابا (حزب جبهة التحرير الوطني وتجمّع أمل الجزائر والحركة الوطنية الشعبية والتجمّع الوطني الديمقراطي)، ذكر سعداني أن حزبه سيناقش هذه الدعوة، مشترطا أن يكون حزب جبهة التحرير هو (القاطرة لهذا القطب وليس العربة). ويرى (أن ما يطلبه السيّد أويحيى لم يأت وقته بعد)، معبّرا عن (رفضه) لهذا القطب السياسي (إذا كان على شاكلة التحالف الرئاسي السابق)، مؤكّدا أن التحالف الذي يحبّذه حزبه هو ذلك الذي يقوم على تشكيل حكومة (تحالف) وتوحيد الرُؤى حول القضايا الوطنية والمسائل الخاصّة بالتشريع. وفي ذات السياق، أعلن ذات المسؤول أنه بعد تشكيل المكتب السياسي لحزبه سوف يلتقي مع قيادة حزب التجمّع الوطني الديمقراطي لمناقشة مقترح تشكيل هذا القطب. من جانب آخر، قال الأمين العام للأفلان إن حزبه سيعمل من أجل تكريس عمل سياسي (مهذّب يعتمد على الشرعية والتمثيل لبناء دولة القانون والمؤسسات). وأبرز السيّد سعداني أن هذا العمل السياسي المهذّب يهدف إلى (بناء اقتصاد وطني قوي في ظلّ دولة تتمتّع بالأمن والاستقرار). ولدى تطرّقه إلى المؤتمر ال 10 لحزبه الذي وصفه ب (الناحج) اعتبر نتائجه بمثابة الردّ على المشكّكين في صحّة الحزب، مشيرا في نفس الوقت إلى أن ملف معارضي قيادة الحزب (طوي)، مؤكّدا أن قيادة الحزب لم تقص أيّ مناضل من المشاركة في هذا المؤتمر، وبخصوص انضمام عدد من الوزراء إلى عضوية اللّجنة المركزية لحزبه اعتبر ذلك (بالحقّ السياسي المكفول دستوريا) لكونهم مناضلين في الحزب، مشيرا إلى أن هذا الانضمام سيكون (إضافة إيجابية) للحزب والوطن. وفي هذا السياق، قال ذات المسؤول (إنه بانضمام هؤلاء الوزراء إلى الحزب فإن هذ الأخير أصبح يشكّل الأغلبية في الحكومة وهو المطلب الذي طالما دعينا إلى تجسيده). وبشأن ردود فعل بعض الأحزاب السياسية إزاء رسالة تهنئة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد فايد صالح للأمين العام حزب جبهة التحرير الوطني، انتقد السيّد سعداني بشدّة مواقف هذه الأحزاب)، واصفا هذه المواقف ب (الحجّة الواهية)، وأكّد في هذا الصدد أن الفريق فايد صالح (لم يخترق الدستور، بل العكس، فمنذ إشرافه على قيادة الأركان لم نسجّل أيّ خرق للقانون وللدستور)، مشيرا إلى (رفض الفريق فايد صالح التدخّل في الحياة السياسية، خاصّة عندما طالبت بعض الأطراف بتطبيق المادة 88 من الدستور خلال مرض الرئيس بوتفليقة). في ذات المنحى، ذكر نفس المسؤول أن الفريق فايد صالح (رفض بصفة قطعية تطبيق المادة 88 من الدستور والانقلاب على الشرعية)، معبّرا عن (اعتزاز) جبهة التحرير الوطني (بالمجاهد وقائد الأركان الفريق أحمد فايد صالح). وفي ردّه عن سؤال حول مسألة ثوريث الحكم في الجزائر، قال السيّد سعداني إنه (لا يتحدّث عن شيء غير موجود ولا يجيب عن سؤال افتراضي)، مضيفا بالقول: (الرئيس باق ومن يظنّ أنه غائب فهو مخطئ). وفيما يتعلّق بتعديل الدستور جدّد السيّد سعداني موقف حزبه الداعي إلى (الإفراج) عنه، مشيرا إلى أن ذلك يتطلّب (تهيئة أرضية سياسية) تجعل الدستور (يمرّ بسلام)، داعيا بالمناسبة أحزاب المعارضة إلى المساهمة في هذا التعديل. ومن جهة أخرى، دعا الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الصحافة الوطنية الى الالتزام بالموضوعية والاحترافية في معالجة مختلف القضايا، مبرزا أهمّية وجود تكامل بين الصحافة التي وصفها ب (بوصلة للمواطن وبين الأحزاب السياسية).