أكّد المرصد الوطني لمناهضة العداء ضد المسلمين في فرنسا أنّ "ظاهرة الكراهية ضد المسلمين داخل المجتمع الفرنسي تتزايد يومًا بعد آخر"، مشيرًا إلى أنّ "عدد حالات العنف في حق المسلمين بسبب ديانتهم قد ارتفع بشكل غير مسبوق في مختلف المدن الفرنسية خلال الأشهر الماضية من السنة الجارية 2015″. وأكدت تقارير إعلامية عن الخطر الداهم ضد المسلمين المقيمين في فرنسا، أنّ "ارتفاع العداء للمسلمين في فرنسا يكمن في أنّ هذه الأخيرة تضم أكبر عدد من المسلمين المقيمين في أوروبا، حيث يقدر تعدادهم بنحو 5 ملايين مسلم، ما يضع المجتمع الفرنسي أمام حالة من الاحتقان المجتمعي إذا تواصل ارتفاع الاعتداء على المسلمين بسبب الكراهية للإسلام". وكشف تقرير "الجمعية المناهضة للإسلاموفوبيا في فرنسا" (CIFA)، بداية الشهر الجاري، عن أنّ " الاعتداءات التي استهدفت المسلمين في فرنسا، ارتفعت في النصف الأول من العام الجاري 2015، بنسبة 23.5%، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية". وقال التقرير إنه "تمّ تسجيل 489 حالة اعتداء استهدفت المسلمات، في النصف الأول من العام الجاري، بعد أن كان عدد الاعتداءات 396 حالة في النصف الأول من عام 2014."، مضيفًا إنّ "عدد الاعتداءات العنصرية ضد المسلمين خلال النصف الأول من العام الجاري بلغ 320 حالة، منوهًا بأنه تم تقديم شكوى رسمية إلى جهات معنية ضد 15 حالة منها فقط". وكشف التقرير-الذي طالب المتضررين من الإسلاموفوبيا في فرنسا بإعلاء أصواتهم- عن أنّ عدد الاعتداءات اللفظية بلغ 30 حالة، تم تقديم شكوى ضد11 حالة منها فقط، فيما بلغ عدد الاعتداءات الجسدية 32 حالة، تم تقديم شكوى ضد 12 منها. وأوضح المرصد الوطني لمناهضة العداء للإسلام في فرنسا، وفق الحصيلة نصف السنوية لعدد الاعتداءات التي كان ضحيتها مسلمين فرنسيين، أنّ "حالات الاعتداء التي يمكن تصنيفها كمعادية للإسلام قد بلغت 274 حالة خلال الأشهر الستة من العام الحالي، محققًا ارتفاعًا بلغت نسبته 281 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي؛ إذ لم تتجاوز حالات الاعتداء على المسلمين خلال تلك الفترة 72 حالة". وأشار المرصد إلى أنه "لم يسبق أن سجل هذا الارتفاع المهول في عدد الاعتداءات على المسلمين منذ تأسيسه سنة 2011"، مبيّنًا أنّ ذلك يعود إلى "الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر يناير الماضي 2015 من هجوم على مقر جريدة "شارلي أيبدو" واحتجاز للرهائن في محل تجاري يهودي"، وأكد أنّ "الأحداث الإرهابية لا يمكن أن تُبرر بأي شكل من الأشكال الكراهية ضد المسلمين لأنهم غير مسؤولين عن تلك الجرائم الإرهابية". ومن خلال مقارنة بالثلاثية الأولى من العام الجاري، والثلاثية الثانية من العام نفسه، قال المرصد الوطني لمناهضة العداء للإسلام في فرنسا، إنّ: "عدد الاعتداءات قد تراجع خلال الفصل الثاني من السنة الجارية مقارنة بالفصل الأول الذي تم فيه إحصاء أكثر من 222 حالة اعتداء على المسلمين، مقابل 52 حالة خلال الفترة بين شهر أبريل ويونيو الماضي". ويعدّ المرصد الوطني لمناهضة العداء للإسلام في فرنسا تقارير دورية ونصف سنوية يقدمها لوزارة الداخلية الفرنسية بهدف متابعة "مدى انتشار العداء للمسلمين داخل المجتمع الفرنسي"، لكن الإحصائيات تبقى غير "دقيقة" اعتبارًا إلى استثنائه جميع الاعتداءات ضد المسلمين التي لا يتم التبليغ عنها لدى مصالح الشرطة، والتي يمكن أن تصل إلى 15% من جملة الاعتداءات. ووفق تقديرات لصحيفة "لوموند" الفرنسية (2007) ومؤسسة "إيبسوس موري" (2011)، تصل نسبة المسلمين 3% ، وكذلك بين 5 و8% بحسب كتاب حقائق العالم، لكن أغلب التقديرات تشير إلى أنّ عديد المسلمين في فرنسا يصل إلى نحو 6 ملايين مسلم، بينما أكدت وزارة الداخلية الفرنسية أنّ العدد لا يتجاوز 4.5 ملايين مسلم. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0