قبيل أيام قليل من حلول شهر سبتمبر، يقترب الموعد الذي ألزم به وزير السياحة عمار غول نفسه به، ببداية ظهور النتائج الأولى لقرارته وإصلاحاته التي أعلن عنها في زياراته المكوكية التي قادته إلى أكثر من ولاية، وكان عنوانها العريض القضاء على أخطبوط البيروقراطية في قطاع السياحة، كاشفا عن اجراءات هامة سيعلن عنها خلال سبتمبر القادم. تسابق وزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعة التقليدية الزمن لتوفير الهياكل السياحية، لاستقبال السوّاح الأجانب والمحليين المتدفقين على البلاد، في ظل النقص المسجّل على مستوى الهياكل الفندقية والاستقبالية. تسعى وزارة السياحية إلى توفير الفضاءات السياحية التي من شأنها استقطاب السواح الوافدين على الجزائر، لقضاء موسم الاصطياف، نظرا لقلة المرافق التي تستوعب المصطافين، وكذا التكاليف الباهظة التي يتطلّبها النزول في فندق. ومن أجل تدارك العجز على مستوى الهياكل السياحية يوجد ألف مشروع سياحي على المستوى الوطني قيد الإنجاز، ما يسمح برفع طاقات استيعاب مراكز الاستقبال، في الوقت الذي يُعوّل فيه على استقطاب أكثر من 2 مليون سائح سنويا مستقبلا. حيث تقوم الهيئة الوصية بخرجات، لتفقّد مختلف أشغال مشاريع الفندقة وتأهيلها، والتي يتولاّها المستثمرون بالعاصمة وعدد من ولايات الوطن، على غرار عين تيموشنت، مستغانم، سكيكدة، وهران وسطيف، بغية تسليمها في آجالها المحددة، وكذا تهيئتها وعصرنتها وفق مقاييس عالمية، لمنافسة تلك الفضاءات المتوفرة في الدول الأخرى. وتسعى الهيئة الوصية من خلال هذا الإجراء إلى الموازنة بين العرض والطلب من حيث المرافق السياحية، للوصول إلى تحقيق أسعار معقولة في متناول السواح، وبالتالي التنافسية بين مسيّري الهياكل والمركّبات السياحية وتنويع العروض والخدمات، بالنظر إلى أنّ محدودية هذه الهياكل ساهم في رفع أسعار الخدمات في الفنادق. ما جعل السواح المحليين عاجزين عن تمضية عطلتهم السنوية خلال فصل الصيف في بلدهم، رافعين شعار الهروب إلى الخارج من أجل قضاء العطلة بتكاليف أقل، ومن أجل ذلك فتحت مجال الاستثمار للخواص في قطاع السياحة، مقرّة تسهيلات في الإجراءات الإدارية والمالية، بتقليص مدّة استقبال وتقييم وإعطاء ترخيص للمشاريع ثمّ مرافقتها، مقابل تشديد الرقابة على خصوصيات المشروع السياحي. في السياق ذاته، تسعى الدولة إلى ترقية الثقافة والعرض السياحيّين، لاستدراك الضعف المسجّل في تسيير المرافق السياحية، حيث أوصت الوزارة مسيّري المركبات السياحية بالترويج للثقافة الجزائرية والصناعة التقليدية. تجسيدا للمخطط الوطني للجودة السياحية، إذ طالبت المستثمرين العموميين والخواص بالترويج للثقافة الجزائرية، من خلال التصاميم والديكور واللوحات الفنية والأواني التقليدية المحلية، فضلا عن الطبخ التقليدي الجزائري، مشدّدة على احترام الخصوصية الثقافية لكل منطقة، تماشيا مع استراتيجية تنويع طابع المركبات السياحية والارتقاء بالتسيير ونوعية الخدمات. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0