صدر للأديب الألماني غونتر غراس بألمانيا، كتاب جديد يحمل عنوان "حول المحدودية"، وكان انتهى من تأليفه، قبل وفاته بأيام، وتحدّث الناشر غيرهارد ستيدل عن رواية الكاتب الحاصل على جائزة نوبل، خلال حفل تقديم الكتاب بمدينة غونتغن، وسط ألمانيا، قائلاً "أعتقد أن حدثاً كبيراً قد وقع مرة أخرى". وضع غراس اللّمسات الأخيرة على كتابه الجديد قبل أن يرحل بأيام، ووضع عنوانه بالألمانية الشرقية العامية، وعبر آخر أعماله الفنية قدّم المؤلف، لعبة، تجمع بين الشعر والنثر والرسوم التوضيحية، وهو عبارة عن تجميع لرسائل حب وتأملات ومواقف غيرة وتهكم ولحظات فرح وإشارات إلى التدهور الجسدي والموت. أما هاينريش ديتيرنغ، رئيس الأكاديمية الألماني، فقد قال "أنه عمل مثير للمشاعر ينقلنا إلى أحلى الأوقات". وأطقلت دار النشر "ستيدال" أول دفعة مطبوعة من الكتاب بلغ عددها 50.000 ألف نسخة، ومع ظهور الكتاب الجديد لغراس، سيكتشف القارئ مرة أخرى سبب إعجابه بالأديب الألماني، وسيكون على بينة من الجوانب الضعيف في شخصيته. يطلق غونتر غراس في كتابه العنان للكآبة التي لوّثت حياته، ويستحضر أصدقاءه الموتى، ويتحدث عن الشيخوخة ووجود البشرية، ويمرّ بلحظات مفعمة بالغيرة، ويستعيد منتشياً اللحظات التي عاش فيها سعيداً. وضمّ غراس كتابه بعض النصوص، حول وضع ألمانيا الراهن، كقصيدة قصيرة، أهداها إلى مستشارة بلاده أنجيلا ميركل، وتحمل عنوان "ماما"، ويسخر الكاتب من نفسه أيضا، حيث يشير إلى الصعوبات التي يواجهها أثناء تناوله الأطعمة الصلبة، وكذلك إلى طقم الأسنان الموجود على الطاولة في كوبٍ من الماء، وفي نصٍ آخر، يتناول مرحلة الشيخوخة، والتحضير لموته، واصفاً التابوتين اللذين طلب من أحد النجارين تحضيرهما، له ولزوجته، كما يضمّ الكتاب قصائد عن الوضع السياسي الراهن في ألمانيا، مثل قصيدة "سينوفوبيا – كره الأجانب". وكان غونتر غراس واحداً من أبرز الشخصيات في التأريخ المعاصر، سواء من حيث دوره الحاسم في انتشار الأدب الألماني عالمياً بعد الحرب، أو من حيث التزامه السياسي الحازم وخلافاته العديدة، بما في ذلك مشاركته، في سن المراهقة، في الحرب العالمية الثانية كمساعد في سلاح الطيران الألماني. ولد عام 1927 بمدينة غدانسك البولندية الحالية، وانطلقت شهرته عالمياً في عام 1959 إثر صدور رواياته المتسلسلة "طبل الصفيح"، "القط والفار" 1961، و"سنوات الكلاب" 1963، وعلى مدى أكثر من نصف قرن من المسيرة الأدبية، ترك غراس عديد الأعمال التي شملت مختلف الأجناس الأدبية، كالمسرح والشعر والروايات، إلى جانب المنحوتات والرسوم، وتوفي غونتر غراس في 13 أفريل الماضي، عن عمر يناهز 87 عاما. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0