مع تفاقم أزمة اللاجئين السوريين الذين يبحثون عن مأوى لهم في أوروبا، تبرز تساؤلات بشأن أسباب عزوف هؤلاء عن التوجه إلى دول الخليج الغنية والقريبة في نفس الوقت من وطنهم . الأيام الجزائرية / أعده للنشر: عبد العزيز.ط على الرغم من أن اللاجئين السوريين يعبرون الحدود منذ سنوات عديدة إلى لبنان والأردن وتركيا بأعداد غفيرة، فإن أعداد الذين يتوجهون إلى دول عربية أخرى، لاسيما دول الخليج، أقل بكثير،ويمكن للسوريين،رسميا، التقدم بطلب الحصول على تأشيرة سياحية أو تصريح عمل لدخول دول الخليج،لكن العملية مكلفة، فضلا عن وجود قيود غير مكتوبة تطبقها دول الخليج، تجعل من الصعب على السوريين الحصول على التأشيرة ، ومعظم الحالات الناجحة هي لسوريين يعيشيون في دول الخليج، يمددون فترة إقامتهم أو يلتحقون بأسر موجودة أساسا هناك. يأتي ذلك ضمن عقبات واسعة النطاق أمام السوريين الذين يرغبون في استصدار تأشيرة دخول إلى معظم الدول العربية، فبدون تأشيرة لا يستطيع السوريون حاليا دخول دول عربية باستثناء الجزائر وموريتانيا والسودان واليمن. إن الوضع الاقتصادي المستقر والوضع المالي المريح نسبيا لدول الخليج إضافة إلى قربها دفع العديد من الأوساط الاجتماعية والإعلامية إلى التساؤل عن مدى المسؤولية الأخلاقية والقومية تجاه هؤلاء اللاجئين . وتم استخدام هاشتاغ عربي بعنوان "استضافة_لاجئي_سوريا_واجب_خليجي" أكثر من 33 ألف مرة على تويتر الأسبوع الماضي. ونشر المستخدمون صورا توضح محنة اللاجئين السوريين إلى جانب صور أخرى لأناس غرقوا في البحر، وأطفال يحملونهم فوق أسلاك شائكة، أو أسر تنام في ظروف قاسية. ونشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحمل اسم "الجالية السورية في الدنمارك" فيديو لمهاجرين يسمح لهم بالدخول إلى النمسا عن طريق المجر، وهو ما دفع أحد المستخدمين إلى طرح سؤال "لماذا نفرّ من منطقة بها أشقاؤنا المسلمون، الذين ينبغي أن يتحلوا بمسؤولية أكثر تجاهنا، إلى دولة توصف بالكافرة؟" ورد مستخدم آخر قائلا : "أقسم بالله العظيم، العرب هم الكفرة". "لماذا تغلقون الأبواب أمامهم" ونشرت صحيفة "مكة"رسما ساخرا، تداوله المستخدمون على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر رجلا يرتدي الزي الخليجي التقليدي ينظر من باب تحيطه أسلاك شائكة ويشير إلى باب عليه علم الاتحاد الأوروبي، ويستنكر في تعليقه إغلاق الباب بوجه اللاجئين ،لكن على الرغم من مناشدات وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو أن الموقف الخليجي غير محتمل التغيير لصالح اللاجئين السوريين. وعلى صعيد الوظائف، التي تتركز معظمها في دول الخليج، مثل الكويت والسعودية وقطر والإمارات، تعتمد الدول على العمالة المهاجرة من دول جنوب شرق آسيا وشبه جزيرة الهند، لاسيما العمالة غير الماهرة،وربما يعاني السكان الوافدون أيضا من تهيئة حياة مستقرة في هذه الدول نظرا لاستحالة حصولهم على الجنسية ،ففي عام 2012 على سبيل المثال، أعلنت الكويت عن تبني استراتيجية رسمية لتخفيض عدد العمالة الأجنبية في الإمارة بواقع مليون شخص على مدار عشر سنوات. Share 0 Tweet 0 Share 0 Share 0