لا يخلو منزل من وجود البصل فيه ولا تحلو كثير من الأكلات إلا بوجود البصل، فقد عرف الفراعنة البصل في مصر وقدسوه وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وكانوا يضعونه مع الجثث لاعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة. وقد قدسه أيضاً اليونانيون ووصفه أطباؤهم لعدة أمراض ونسجت الاعتقادات القديمة حوله خرافات كثيرة منها أن القشور الرفيعة التي تحيط بالبصل تقدم تنبؤات رصدية عن الطقس فإذا كانت عديدة ورقيقة وشفافة كان الشتاء قاسياً. ويروي بعض مؤرخي القارة الأمريكية أن الهنود الحمرعرفوا البصل وتداولوا استعماله وأطلقوا عليه اسم "شيكاغو" وسميت مدينة "شيكاغو" باسم البصل، ومعنى شيكاغو "القوة والعظمة". وحاليا أكدت أهمية البصل العديد من التجارب التي أجريت عليه في بريطانيا، والتي أكدت أن أكل البصل طازجاً أو مطهواً بالزيت أو السمن أو مشوياً، يقلل من نسبة الإصابة بجلطة الدم، وبينت الأبحاث أنه نظراً لاحتواء البصل على مادة "الجلوكوزين" الشبيهة بهورمون الأنسولين فإنه يساعد في تنظيم سكر الدم. وبهذا الشأن، أشار خبراء التغذية في كلية فكتوريا وجامعة نيوكاسل البريطانية، إلى أن أكل البصل له دور مؤثر في تجنب هشاشة العظام، لمنعه من الحد من المواد المعدنية خصوصاً الكالسيوم المتوافر في خلايا العظام، كما أنه غني بفيتامين "ج" والكالسيوم، والمغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم، والصوديوم والكبريت وحامض الفوليك وقليل من الحديد والنحاس والزنك. وهي مركبات تحمل مناعة ضد الإصابة بالجلطات. كما يحتوي البصل على مواد مدرة للبول والصفراء، ومنشطة للقلب والدورة الدموية، وفيه خمائر وأنزيمات مفيدة للمعدة، ومواد منبهة ومنشطة للغدد والهرمونات، وقد ثبت أن فيه مضادات حيوية أقوى من البنسلين والأورمايويسين والسولفات، لذلك فإنه يشفي من أمراض مثل السل والزهري والسيلان، ويقتل كثيراً من الجراثيم الخطرة. ويعد البصل مصدراً غنياً لنوع من الأوكسيدان الذي يحول دون الإصابة بداء السرطان، ويحول كذلك دون إصابة العين بداء المياه البيضاء، ولذلك يوصى المسنون بأكله. كما أظهرت التجارب أيضاً أن البصل يمنع التجلط في شرايين القلب، ولذلك فإنه يعد من الأدوية الوقائية المهمة للمحافظة على سلامة القلب، ومنع حدوث الأزمات والذبحة الصدرية، كما نصح الباحثون المصابين بالبول السكري بتناول بصلة متوسطة الحجم يومياً باعتباره يخفض كمية السكر في دم المصاب. فيما تأكد أيضا أن تناول البصل مطبوخاً يفيد في علاج السعال وخشونة الصدر، إلى جانب أن أكله نيئاً أو مطبوخاً يدر البول، مشيرين إلى أن رأس البصلة الناضجة مطهر ممتاز وطارد للغازات وفاتح للشهية. البصل يكافح سرطان المعدة.. امتدت فوائد البصل لتشمل تقريبا معظم الأمراض الواسعة الانتشار، فقد أكد باحثون هولنديون أن تناول نصف بصلة متوسطة يومياً يقلل من خطر الإصابة بمرض سرطان المعدة. وأوضح الباحثون أن المركبات الكبريتية اللاذعة المتوفرة في البصل، لها القدرة على مهاجمة بكتريا "هيليكو باكتر بايلوري" المسببة للقرحة، وبالتالي قد تساعد في منع تطور الإصابة في سرطان المعدة الذي يصيب أكثر النساء بمقدار الضعف. وخلصت الدراسة إلي أن البصل مقوي للمعدة، ومفيد في معالجة العقم الناجم عن نقص عدد الحيوانات المنوية، ومقوي للجهاز العصبي والكبد والكلى ومدر للبول ومذيب للرواسب البولية، كما أنه مضاد للروماتيزم، مطهرومضاد للجراثيم وللتصلب الشرياني والتجلط، ومنظم للغدد وخافض للسكري طارد للديدان، منوم خفيف، مفيد للجلد، يساعد على التركيز ويبعد الأرق الذهني والتعب ويساعد على تقوية ونمو الشعر. وكانت دراسة علمية حديثة قد أكدت أن تناول عصير البصل المخفف بالماء يؤدي إلى خفض نسبة السكر في الدم مما يتيح لمرضي السكري استخدامه بدلاً من الأقراص المخصصة لهذا الغرض ، كما أن المركبات النباتية المضادة للأكسدة الموجودة بالبصل تسهم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الرئة ، كما وجد الباحثون أن مادة "كويرسيتين" الموجودة في البصل تحمي من سرطان الرئة بشكل أفضل من مادة "نارينجين" الموجودة في الجريب فروت الأبيض. ويخفف ضغط الدم والكوليسترول.. وأظهرت دراسة جديدة أعدتها الجمعية الوطنية الأمريكية للبصل أن البصل يساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول. وأشارت الدراسة إلى أن البصل يحتوي على مادة أورجانوسولفور "الكبريت العضوي" المعروف عنها دورها في تخفيض ضغط الدم والكوليسترول. وأوضحت الدراسة أن البصليات مثل الثوم والبصل والكراث تحتوي على مادة "أليناز" وهي إنزيم من شأنه تسريع التفاعلات الكيميائية وهو ما يجعل البصل مسيلاً للدموع. وبهدف التخفيف من انهمار الدموع بسبب البصل توصى الدراسة بوضع البصل في الثلاجة لمدة 30 دقيقة على الأقل لأن البرد يقلص التفاعلات الكيميائية فيه. والجدير بالذكر أن البصل يحتوي أيضاً على مواد أخرى مثل الفروكتان وهى مصدر الألياف القابلة للذوبان التي تقلّص معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم فيما يخفف الفلافونويد التأكسد. كما يعتبر البصل مصدراً جيداً للألياف وفيتامين "ج" ولا يحتوي على الدهون أو الكوليسترول. عصير البصل ..علاج فعال للصلع وقد أكد باحثون استراليون أن عصير البصل قد يكون مفيداً لإعادة نمو الشعر في المناطق التي تصاب بالصلع في الرأس. حيث ذكر الدكتور «مايك سلادين» من جامعة تاسمانيا، إنه على الرغم من عدم وجود دواء مضمون النتائج لعلاج هذه الحالة فقد يرغب البعض باستخدام دواء آمن مثل المراهم التي تدعك بفروة الرأس حتى في غياب دليل قوي على فائدتها. مضيفا بأن نصف عدد الأشخاص الخاضعين للدراسة ، والذين استخدموا عصير البصل وكانوا يعانون من صلع خفيف في بقع من رؤوسهم نما شعرهم مرة أخرى.