يؤكد الأطباء اليوم على ما في الثوم والبصل من المنافع الكثيرة التي تمضي إلى بدن الإنسان لتمده بمواد نافعة تكون سببا في زوال كثير من الأمراض والأسقام، ويعتبر صيدلية شاملة لكثرة فوائده العديدة. يتركب البصل من بروتين (4,1%)، دهن (2%)، كربوهيدرات (3,1%) وفيتامينات أ، ب ، ج وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور، والحديد أيضا· مضغ الأسنان للبصل والثوم لمدة ثلاثة دقائق يعد كافيا لقتل جميع الميكروبات التي تكون بالفم إلى حد التعقيم· فالأبخرة المتصاعدة من البصل أوعصارته، أو أوراقه، تقتل الميكروبات والجراثيم الضارة، وبذلك تمنع تعفن الجروح وتقيحها عند وضع ورقة بصل على الجرح وتساعد على التئامها. وللبصل رائحته النفاذة التي تنبه الدورة التنفسية والدموية والعصبية أسرع وأقوى من المنبهات الطبية (النشادر) ولذلك يتم تقريب بصلة من أنف المصاب بإغماء حتى تتصاعد أبخرتها وتنبهه ويشفي فورا. ويفيد البصل في اتباع ''الريجيم'' لإنقاص الوزن، حيث يساعد تناوله على طرح الأملاح من الدم والأنسجة، وإذابة الدهن من الجسم، وتنشيط تشكيل الدم في الجسم ويعاكس عمية تصلب الشرايين، ويحل خثرات (جلطات) الدم، ويستعمل البصل والثوم من الخارج لعديد من الأمراض الجلدية الفطرية، فقد تبين أن الثوم الطازج فعلا مضاد لعدد من الفطريات· كما ثبت أن البصل بما فيه من غازات يحرك المتخمر من غازات الأمعاء ويخرجها، كما يعالج سوء الهضم، ويخفض كمية السكر من دم المصابين بالبول السكري، ويقلل عندهم الرغبة في الإكثار من شرب الماء. والبصل يفيد مرضى الربو· ويشفي مرضى تضخم البروستات ويخفف من أعراضها، ما يقوي ضربات القلب وينشط حركة الأمعاء، والإنقباضات الرحيمية، كما يقوي الصفات الذكرية للرجل وينشط الجسم، وينقي الدم وينمي الذاكرة· تأثيرات الثوم تعزى إلى احتوائه على مركب كبريتي عديم الرائحة يدعى ( أليين ALIIN) ولا يحتوي هذا المركب على خواص مضادة للجراثيم إلا إذا قطع أوسحق فص الثوم. إضافة الثوم إلى الطعام قد يقي ضد حدوث الإصابة بالسالمونيلا، والبصل يقتل عددا من الجراثيم ومنها (العصية التيقية: التيفوئيد) جرثومة الأيشريتا القولونية وغيرها· الثوم والبصل مضادان للتخثر ويقيان ضد حدوث (إحتشاء العضلة القلبية، وجلطة القلب)· تناول الثوم والبصل ينقص نسبة الكوليسترول والغليرسيريدات الثلاثة، وأنواع أخرى من الدهون في الدم، وفي الوقت الذي يزيد فيه من النوع المرغوب به من دسم الدم وهو الكوليسترول المفيد· وللثوم والبصل فعل خافض للضغط الشرياني. ومن المحتمل أن يكون للثوم فعلان: الأول: تثبيط المركبات الكبريتية في الخلايا السرطانية والثاني: تحريض الخلايا البالغة واللمفاوية المقاومة للمرض من جهة أخرى. والبصل يثبط عمل الأنزيمات التي تشكل المادة المسببة للسرطان ويمنع تكاثر الخلايا السرطانية· البصل والثوم الأخضر أغنى في فوائدهما من الجاف، وخاصة في الفيتامينات الثوم الطازج يزيد مناعة الجسم ويقوي الخلايا التي تقتل الجراثيم والفيروسات. ولوحظ أن المركبات الموجودة في بعض المستحضرات قد لا تكون كافية لتؤثر على الصفيحات، وقد يكون تناول فصين من الثوم يوميا كافيا للوقاية من جلطة القلب والدماغ· وكذا تناول ملعقة كبيرة من البصل المطبوخ يعاكس التأثيرات السيئة لوجبة غنية بالدهن على تخثر الدم، وتناول نصف بصلة طازجة يوميا يمكن أن يرفع مستوى الكولسترول المفيد LOH نسبة 30 %· كل هذا الذي ذكرته عن الثوم والبصل من الفوائد الصحية، يوضح لنا السبب الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحرم هاتين المادتين على المسلمين، بل دعاهم إلى أكلهما، ولكن دعاهم لإبعاد الأذى عن المسلمين بصورة عامة، وخاصة الرائحة الكريهة التي تصدر من هاتين البقلتين·