تعد الوضعيات المدخل الرئيسي لبناء مناهج وفق مقاربة الكفاءات، بمعنى أنها تستغل وتستثمر لتنمية وتطوير كفاءات يحتاجها المتعلم في مواجهة مختلف مواقف الحياة، ويمكن تعريف "الوضعية" «la situation» على أنها فترة التفكير والنشاط التي تمكّن الفرد من تطوير كفاءاته، أما "الوضعيات التعلمية"«les situations d apprentissage» فهي وضعية مشكلة تتضمن عقبات تكون وسيلة التعلمات المستهدفة، وتكون أصيلة إذا ارتكزت على وضعيات حياتية أو مهنية، وعندما لا يمتلك الفرد الموارد اللازمة التي تمكنه من مواجهة الوضعية بكفاءة، يطالب ببناء موارد جديدة أو البحث عنها خارج هذه الوضعية حتى يحقق النجاعة، وفي كلتا الحالتين تظهر ضرورة التعلم«y a nécessite d apprentissage» . مجموعة وضعيات ذات خصائص مشتركة تشكل عائلة وضعيات «une famille de situation» ، والكفاءة تنشط وتتطور داخل عائلة وضعيات، فهي لا تنفصل لا عن الفرد ولا عن الوضعية، والمعالجة الفعالة والمرضية للوضعية هو معيار تحقق الكفاءة. مساحة تطور الكفاءة نجد في المناهج الجديدة أن المحتويات التعليمية -الأنشطة والمواد- تصبح موارد أساسية يستثمرها المتعلم لتطوير الكفاءات، فهذه هي الغاية، وإذا أردنا أن نوضح هذا من خلال مقاربتي الأهداف والكفاءات فسنلاحظ: المقاربات المتغيرات مقاربة الأهداف مقاربة الكفاءات الغاية تكوين وتعليم في المواد تنمية كفاءات الوسيلة تعلم محتويات المواد بناء وتوظيف موارد الأنشطة التعليمية وغيرها الوضعيات الحياتية سياق تطبيق المعارف المكتسبة معيار نمو الكفاءات إن تعريف الوضعية المشكلة «la situation problème» يمكن تحقيقه من خلال هذه المحطات: - هي وضعية يحتاج المتعلم في معالجتها إلى تمثل منطقي يفضي إلى ناتج، على أن يكون التمشي والناتج فيها جديدين أو على الأقل أحدهما يكون كذلك، وهي تستدعي القيام بمحاولات بناء فرضيات وطرح تساؤلات والبحث عن حلول وسيطة، تمهيدا للحل النهائي وأخيرا مقارنة النتائج وتقييمها. - تتمثل في موضوع نشاط يتمحور حول مشكل، تساؤل، انشغال، تصور.. يرتبط بواقع أو تجارب عايشها المتعلم، تكون قد أثارت حيرته وفضوله، وتتجلى أهمية هذه المشكلة في إبراز قدرة المتعلم على صياغتها وكذا محاولاته في البحث عن حلول لها. - الوضعية المشكلة هي وضعية تعلم مبنية بكيفية يعجز المتعلم عن حلها بمجرد الاسترجاع والتطبيق، وهي تستوجب صياغة فرضيات جديدة. خصائصها -إيقاظ الدافعية والفضول عبر تساؤل، أحجية، غموض ما. - وضع المتعلم في وضعية بناء المعارف. - هيكلة المهمات حتى يوظف كل متعلم العمليات الذهنية المستوجبة قصد التعلم. - تحفيز المتعلم على التعجب والتحرر، حيث يجد نفسه مضطرا لاستعمال ذكائه. - تعد سيرورة نشطة، حيث التفسير يتبع انبثاق مشكل، والمشكل ناتج عن مواصلة مشروع. - المعلم مطالب بالتحديد الدقيق للهدف المراد تحقيقه مع المتعلمين، وهذا يعني إما كونه واع بالعائق الذي سيحول دون التعلم لديهم والذي سينمي مكتسباتهم إن هم وجدوا الوسائل الكفيلة بالتغلب عليه، أو هناك عائق سابق لابد من تجاوزه. - فقط أن تكون الوضعية المشكلة في حدود منطقة النمو الوشيكة على حد تعبير «فيقوتسكي»، أي تكون قابلة التجاوز. كيفية بناء وضعية مشكلة بما أن الوضعية المشكلة تقترح أو تبنى لإثارة تعلم معارف جديدة، إذن على المعلم أن يمتلك مهارة بنائها وتسييرها وتقويمها، وكمنطلق عليه أن يطرح على نفسه مجموعة من الأسئلة: - ما هي معارف المتعلم التي يجب زعزعتها بالوضعية المشكلة؟ - هل بإمكان المتعلمين الشروع في حل المشكل؟ - ما هي مختلف فترات النشاط؟ - ما هو دوري أثناء مختلف فترات النشاط؟ - كيف أسيّر القسم؟ ويمكن للمعلم أن يقترح وضعيات متنوعة لأعمال أفواج أنشطة جماعية للقسم، لحظات عمل فردية، حيث تدفع المتعلم إلى أن يكون فاعلا، فيقترح حلولا ويقارنها مع زملائه ويدافع عن حلوله ويعدلها إذا لزم الأمر، ويكون دور المدرس هو تسيير النقاش وتقديم عناصر المعرفة الجديدة في الوقت المناسب. إنتاج وضعية تعلم الفئة المستهدفة: السنة الثالثة. المدة: 30د-60د. الكفاءة القاعدية: التعرف على خصائص الهواء. الموضوع: مادية الهواء. مؤشرات الكفاءة: -أن يعرف أن الهواء مادة. - أن يعرف أن الهواء موجود في كل مكان. المكتسبات القبلية: - أن يعرف أنه توجد حالة أخرى للمادة غير الحالة الصلبة أو السائلة. - أن يعرف أن الهواء خفي. السند: كنت راكبا دراجتك وشعرت فجأة بفقدان التوازن فتوقفت لتعرف السبب فوجدت مسمارا منغرزا في العجلة. التعليمة: سوّ ما جرى لدراجتك، كيف تصرفت في الحين؟