يرتبط مفهوم الموارد «Les ressources» بمقاربة التدريس بالكفاءات، حيث يشكل ركيزة أساسية في بناء وتطوير الكفاءات، وذلك عندما تجند الموارد اللازمة من قبل المتعلمين وفق خصائص الوضعية، وتنقسم الموارد إلى نوعين؛ موارد داخلية وهي خاصة بالفرد المتعلم، وموارد خارجية وهي خاصة بالمحيط الذي يقدم للفرد سلسلة منها -الموارد- عند مواجهة ومعالجة الوضعيات. تفرعات الموارد الداخلية 1- الموارد المعرفية: ونعني بها مجموعة المعلومات اللازمة لمعالجة وضعية، والتي تم بناؤها في مرحلة سابقة، وهي تنقسم بدورها إلى ثلاث فئات: أ- المعارف «Savoirs»: وترتبط بالمفاهيم، البنى المعرفية، المخططات «shèmes»، سواء أكانت معرفية أم إجرائية مجردة، والمعلومات؛ تصريحية، رياضية، فيزيائية، اجتماعية. ب- ترتبط بالمعارف الإجرائية «les savoirs-faire» : كالمهارات (حركية، اجتماعية، معرفية)، الإجراءات، الاستراتيجيات. ج- الإدراكات «Les pérceptions»: وترتبط بمجموعة الأنشطة المعرفية التي من خلالها يتعرف الفرد على الوضعية ومكوناتها. 2- الموارد الوجدانية «Conatives»: وترتبط بالقيم، الاتجاهات والميول، أي كل ما يتصل بطبيعة الفرد، مزاجه، شخصيته، وتحدد هذه الموارد دافعية وقابلية الفرد لمعالجة الوضعية بنجاح، وهي تقدم في المناهج في صيغة مواقف واتجاهات «des savoirs-faire affectifs» . 3- الموارد الحس-حركية: ترتبط بالتناسق الحس-حركي اللازم لمهارات الكتابة، تناول الأشياء والنطق، والتي تسمح للفرد المتعلم بأن ينشط داخل الوضعية. الموارد الخارجية تكون الموارد الخارجية متنوعة، حيث ترتبط ب: - الحيّز الفضائي والزماني كحجرة الدراسة والتوقيت الدراسي. - قد ترتبط بعناصر بشرية كالمعلم والأقران. - قد ترتبط بموارد مادية كتكنولوجيات الإعلام والاتصال، الكتاب المدرسي، الوسائل التعلمية، المناهج، فكلها تنظم من أجل التعلم وبناء وتطوير كفاءات. تعد الموارد الخارجية بناءات اجتماعية، واكتساب وتجنيد الموارد المتضمنة في المناهج مرتبط بالتنظيم والتفاعل الديداكتيكي المقترح من طرف المعلم، وتنظيمها يتم وفق الميادين المعرفية أو ميادين التعلم، ولا تصبح ذات دلالة بالنسبة للأفراد المتعلمين إلا إذا عمد هؤلاء إلى بناء معلومات تقارب المعارف، مرتكزين على تجاربهم الشخصية ووضعيات معاينة وهكذا تصبح هذه المعلومات موارد تستغل في تنفيذ مهمات وحلّ وضعيات مشكلة أو بعبارة أخرى فإنه وعندما يمتلك المتعلمون موارد المنهاج، فإن هذا يعني أنهم بنوا المعلومات بصورة مطابقة للمعارف التي تتحول وتشكل ما يعرف بالموارد الداخلية، وتصبح أدوات لتطوير الكفاءات عندما يعاد استخدامها وتجنيدها في وضعيات حقيقية أصيلة. والخلاصة أن مجموع الموارد الداخلية المجندة من طرف المتعلم والمنسقة مع الموارد الخارجية يشكل حزمة موارد ناجعة لمعالجة الوضعية وتطوير كفاءات.