حين أُخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل ولكنها إذا أصبحت آذت جيرانها قال "هي في النار"، فكأن حقيقة الصلاة أنها تزكية للنفس وتطهير لها من الأخلاق الرديئة والصفات السيئة، فمن ينتفع بصلاته في هذا الجانب فقط فكأنه لم يستفد من أعظم ثمراتها، أما الصيام فإنه تهذيب للنفوس وحرمان لها من شهواتها المحظورة ونزواتها، قبل أن يكون حرمانا لهذه النفوس من الأطعمة والأشربة والشهوات المباحة، ولأجل هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، ويذكر القرآن ثمرة الصوم العظمى فيقول الله عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وفي السياق نفسه يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أن من صام امتثالا لله عز وجل ينبغي أن يتميز بأخلاقه وحلمه، قال عليه الصلاة والسلام "فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل؛ إني امرؤ صائم".