أوجب الشرع على المسلم حقوقا، عليه أن يؤديها تجاه أنبياء الله ورسله، قياما بما أمر الله به من تعظيمهم وتوقيرهم واعترافاً بما فضلهم به على سائر الخلق من تبليغ رسالته وتبيين دينه، ومن تلك الحقوق، الإيمان بهم جميعاً وعدم التفريق بينهم بأن يُؤمن ببعض ويُكفر ببعض كحال النصارى الذي آمنوا بعيسى وكفروا بمحمد، أو كحال اليهود الذين آمنوا بموسى وكفروا بعيسى ومحمد عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه، قال تعالى "قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون"، ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله النظر إليهم بعين الكمال، فلا يجوز للمسلم أن ينتقص واحدا من الأنبياء، بل يجب أن يعتقد أنهم أدوا رسالة الله على أكمل وجه وأنهم بلغوا درجة الكمال البشري، فلا نقص يعيبهم ولا عيب يشينهم، قال صلى الله عليه وسلم "لا تفضلوا بين أنبياء الله"، متفق عليه، ومن الحقوق المتعينة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله محبتهم جميعا وهذا أمر مجمع عليه، ومن حقوقهم دفع غلو الغالين فيهم، كغلو النصارى في المسيح بن مريم عليه السلام، حيث ادعوا أنه ابن الله، قال تعالى "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه"، ومن الحقوق المتعيّنة على المسلم تجاه أنبياء الله ورسله دفع ما أُلصق بهم من تهم وإشاعات كتلك التي روّجها اليهود وزعموا أنها في الكتاب المقدس، حيث تصف الأنبياء بأنهم أهل غدر وخيانة أو أنهم أهل شهوة وسكر، فإن الذب عن أعراض أنبياء الله أمام هذه التهم الباطلة من أوجب الواجبات على أهل العلم، صيانة لمقام الأنبياء وحفظا لحقهم، ومن الأدب مع أنبياء الله ورسله، الصلاة والسلام عليهم مطلقاً وعند ذكرهم، ولا شك أن هناك حقوقاً اختص بها نبينا صلى الله عليه وسلم، من أعظمها وجوب متابعته بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، قال تعالى "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب"، وقال "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا"، كما يجب اعتقاد أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء وأن شريعته هي خاتمة الشرائع وأنه لا نجاة لأحد إلا باتباعه صلى الله عليه وسلم.