حملة العرش هم أفضل الملائكة وأشرف الملائكة عند الله تبارك وتعالى، وقد قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى أمر جميع الملائكة أن يغدوا ويروحوا بالسلام على حملة العرش تفضيلا لهم على سائر الملائكة، وعرش الحق عزوجل فوق أن يُعرف بالعقل، لأن عقل البشر له مجالات محدودة يعلمها، فإذا استخدم العقل في غير مجال له ضل وتاه، ومسألة صفة العرش فوق قدرتنا، لكن علينا أن نلتزم بما ورد في القرآن الكريم حول هذه المسألة، حيث يقول الله تعالى "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"، يقول الإمام «الطبري» "يحمل عرش الرحمن ثمانية من الملائكة العظام فوق رؤوسهم" ويؤيده حديث "حملة العرش اليوم أربعة، فإذا كان يوم القيامة قواهم الله بأربعة آخرين فكانوا ثمانية" وحملة العرش يسبحون الله بدعاء واحد وهو "سبحانك"، وهم يتجهون في قبلتهم إلى العرش كما قال الله تعالى "وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين"، وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين ويؤمنون بربهم الواحد، قال تعالى "الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم". يقول «ابن كثير» "يخبر الله عن الملائكة المقربين من حملة العرش -ومن حوله من الملائكة- بأنهم يسبحون بحمد ربهم، ولما كان هذا من سجايا الملائكة عليهم السلام، كانوا يؤمنون على دعاء المؤمن لأخيه بظهر الغيب كما ثبت في صحيح مسلم: إذا دعا المسلم لأخيه بظهر الغيب قال الملك: آمين ولك بمثله".