من معاني الصلاة الدعاء لمن نصلي عليه وإذا كانت الصلاة من الله عزوجل فمعناها الثناء بالخير والتنبيه على الفضل ونعم الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرة لا يحصيها العبد ولا نهاية لها، كان ذلك في الدنيا ويستمر ذلك على الدوام. من هنا كانت الصيغة »يصلون على النبي« دالة على استمرار الثناء على رسول الله بما يمنحه الله من الفضل المستمر وما يعلم به الملائكة من ذلك فيدعون له بالزيادة ويطلبون من الله الخير للرسول بازدياد لأن ذلك يعود عليهم بخير كثير. وقد أمر الله المؤمنين بالصلاة على الرسول بدعاء الله سبحانه ان يصلي عليه اي يزيده من الانعام الذي لا حد له باستمرار مع استحضار نعم الله عليهم. ففرق بين من يصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعرف قدره ويستحضر مكانته بالاطلاع على السيرة والأحاديث وربط ذلك بالقرآن الكريم، وبين من يصلي وهو لا يعلم إلا فضله على وجه الاجمال وحسنات الصلاة عليه تتفاوت فيها الحسنة بتفاوت العلم بقدره ومكانته عند الله وأثره في العالم منذ بعث الى يوم القيامة. أما غير المسلم فحسبه ألا يعتدي على الحقيقة وهو ان لم يؤمن به فإن عليه الاقرار العقلي بصدقه بالأدلة الدامغة على انه رسول من عند الله من اطاعه فقد اطاع الله ومن حاربه فقد حارب الله، أما الايمان به فينعم الله به على من يشاء.