حالة الحزن والبكاء التي سيطرت على معظم لاعبي المنتخب المصري عقب خسارته أمام محاربي الصحراء في اللقاء الفاصل الذي جمعهما معا في ملعب المريخ السوداني ب "أم درمان" وضياع حلم التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا العام المقبل 2010، لم تكن طبيعية خاصة أنها لازمت الكثير من اللاعبين لفترات طويلة حتى عقب الخروج من الملعب تماما. ولعل ضياع حلم التأهل لنهائيات كأس العالم وقيمته العظيمة لم تكن الباعث الأوحد علي حالة الحزن الكبيرة التي عاشها لاعبو منتخبنا عقب المباراة، ولكن الباعث الأكبر علي هذه الحالة التي دفعت الكثيرين من الجمهور المصري الذي رافق الفريق إلي السودان يحاول بشتى الطرق التخفيف عن لاعبينا هو ضياع حلم سطر أهم سطر في تاريخ أي لاعب كرة في مسيرته مع كرة القدم. فأكثر من 10 لاعبين من عناصر المنتخب المصري تأكد بما لا يدع مجالا للشك من أنهم سوف تنهي مسيرتهما مع كرة القدم دون أن يسجل لهم التاريخ تمثيل "الفراعنة" في نهائيات كأس العالم، حيث لن تتاح الفرصة لهذه العناصر للاستمرار في عالم الساحرة المستديرة حتى عام 2014 في البطولة التي تستضيفها البرازيل. فهناك فريق بالكامل لن ينعم بهذه الفرصة مرة أخرى حيث يضمّ هذا الفريق كلا من «عصام الحضري» و«وائل جمعة» و«عبد الظاهر السقا» و«هاني سعيد» و«محمد حمص» و«أحمد حسن» و«محمد بركات» و«محمد أبوتريكة» و«سيد معوض» وغيرهم من اللاعبين الذين يحتاجون لبعض الإصرار لمواصلة المشوار مع الساحرة المستديرة حتى عام 2014 أمثال «عبد الواحد السيد» وغيره من اللاعبين الذين تجاوز عمرهم ال28 عاما. فاللقاء الفاصل بالفعل كان بمثابة الحدث الأهم الذي أعلن رسميا نهاية جيل من أفضل أجيال كرة القدم المصرية حقق الكثير من الانجازات علي الصعيد الإفريقي من خلال بطولتين وثلاث من بطولات كأس الأمم الإفريقية أعوام 1998 و2006 و2008. والمنطق يؤكد أن بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة بأنغولا في جانفي المقبل ستكون المحطة الأخيرة لهذا الجيل مع المنتخب إذا لم يخرج علينا أي منهم خلال الأيام المقبلة بالإعلان عن اعتزاله اللعب دوليا نظرا لحالة الإحباط المنطقية التي سوف يعيشها هذا الجيل والتي لن يخرج منها إلا مع عودة الاهتمام بلقاءات البطولة المصرية.