أشاد ممثل صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" بالجزائر «مانويل فونتين» أمس، بالنتائج الإيجابية التي حققتها الجزائر في مجال حماية والدفاع عن حقوق الطفل، وأبرز «فونتين» أن الجزائر تمكنت خلال هذه السنوات الأخيرة من تقليص معدل وفيات الأطفال إلى النصف. أضاف «مانويل فونتين» في لقاء خصص لعرض تقرير خاص ب"اليونيسيف" حول وضع الأطفال في العالم بمناسبة مرور 20 سنة على صدور الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، أن الجزائر التي كانت قد صادقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في 1992 قد حققت نتائج هامة في مجال حماية صحة الطفولة لا سيما في مجال الوقاية من الأمراض المعدية باللجوء إلى تعميم التلقيح على المستوى الوطني، وحول تمدرس الأطفال أشاد ممثل "اليونيسيف" بمستوى التمدرس الذي سجلته الجزائر والذي بلغت نسبته 97 بالمائة لحد الآن حسب إحصائيات رسمية من الديوان الوطني للإحصاء، ونوّه «فونتين» كذلك بالسياسة الاجتماعية التي انتهجتها الجزائر في هذا الإطار بتخصيصها ميزانية معتبرة لتوفير كل الرعاية اللازمة للطفولة لا سيما في المجالات التربوية والصحية والثقافية والترفيهية. ودعا إلى بذل المزيد من الجهود لمواجهة التحديات القائمة مشيرا في هذا السياق إلى أن حوالي 20 ألف طفل تقل أعمارهم عن سنة يموتون سنويا في الجزائر بسبب الأمراض وأن حوالي 700 امرأة يتوفين بسبب عسر الولادة، كما أشار إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لتقليص التسرب المدرسي الذي يمس 11 بالمائة من الأطفال المتمدرسين على المستوى الوطني، ودعا من جهة أخرى إلى العمل أكثر لمكافحة ظاهرة الأمية خاصة في أوساط النساء والفتيات في المناطق الريفية، ومن جهته أشاد منسق منظمة الأممالمتحدةبالجزائر «مامادو مباي» بالتزام الجزائر بتجسيد الاتفاقية الدولية للحقوق الطفل لحمايته وتوفير كل الرعاية له داعيا إلى الاستثمار أكثر في مجال العنصر البشري وحماية الأمومة ومكافحة الفقر. انخفاض معدل وفيات الأطفال في العالم إلى 9 ملايين أعلن «مانويل فونتان» أن معدل وفيات الأطفال في العالم قد انخفض إلى 9 ملايين وفاة خلال هذه السنوات الأخيرة بعد أن كان يقدر ب12مليون عام 1990، وأرجع «مانويل» هذا التحسن الملحوظ إلى الجهود المعتبرة التي بذلت من طرف كل الدول التي وقعت الاتفاقية الدولية لحماية الطفولة والبالغ عددها 193 دولة، وبعد أن أشار إلى أهمية صدور هذا التقرير الذي يعرض حالة الطفولة في العالم وأهمية تجسيد الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وذكر «فونتان» بالمشاكل التي ما زالت تعاني منها مختلف المجتمعات والتي قد تحول دون تحقيق النتائج المرجوة في مجال حماية الطفولة، وأبرز ممثل "اليونيسيف" إشكالية الأزمة المالية والاقتصادية العالمية والتي أدت -حسبه- إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية مذكرا أيضا بقضية التغيرات المناخية التي قد تؤثر من جهتها بشكل خاص على صحة الطفولة، و دعا «فونتان» رؤساء الدول إلى ضرورة تخصيص حيز هام في القمة المرتقبة حول التغيرات المناخية التي ستحتضنها عاصمة الدانمارك -كوبنهاغن- في ديسمبر المقبل لموضوع الطفولة نظرا للآثار الوخيمة للتغيرات المناخية على أوضاعها الصحية والاجتماعية، وأكد «فونتان» على وجوب التكفل بأربعة محاور أساسية التي جاء بها التقرير المذكور لتحسين أوضاع الطفولة في العالم والمتمثلة أساسا في حماية حقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، كما أبرز التقرير أهمية مكافحة كافة أشكال التمييز ضد الطفولة وجعل حقوقه فوق كل اعتبار إلى جانب حق الطفل في العيش في حياة هادئة ومستقرة واحترام آرائه وإشراكه في مختلف المجالات مع الأخذ بعين الاعتبار سنه وقدراته في مستوى فهم الأشياء والاستيعاب. ..والدول الفقيرة تسجّل وفاة 25 ألف طفل يوميا كما يتحدث التقرير عن المشاكل التي ما تزال تعترض نمو الطفل في العالم مشيرا إلى أن حوالي 25 ألف طفل من البالغين أقل من خمس سنوات يموتون يوميا في الدول الفقيرة نتيجة إصابتهم بالأمراض المعدية ك"الملاريا" وحمى المستنقعات والإسهال وأن500 ألف امرأة يتوفين سنويا بسبب عُسر الولادة، وبخصوص التمدرس ذكر «فونتان» أن عدد الأطفال غير المتمدرسين في العالم بلغ حوالي 100 مليون طفل وأن حوالي 150مليون طفل من الذين يتراوح أعمارهم ما بين 5 و18 سنة يشتغلون، وأشار المتدخل نفسه من جهة أخرى إلى المشاكل التي تعترض الطفولة في العالم لاسيما في قارة إفريقيا وفي مختلف الدول الفقيرة الأخرى مشيرا إلى الحروب الأهلية والنزاعات الداخلية والفقر وانتشار الأمراض المعدية والمتنقلة والعنف العائلي، داعيا إلى الاستثمار أكثر في مجال العنصر البشري وكذا أنسنة الاقتصاد، ودعا المتدخل نفسه إلى وجوب تنسيق الجهود الدولية مع كل الجهات المعنية لاسيما المجتمع المدني لحماية الطفولة بتسطير برامج وتوفير رعاية صحية وتربوية وترقية القيم الاجتماعية والثقافية لفائدة الطفولة، ومن جهته اعتبر ممثل منظمة الأممالمتحدةبالجزائر «مامادو مباي» حماية الطفولة هي قضية الجميع مما يستدعي حشد كل الطاقات وتجنيدها لفائدة هذه الشريحة الهامة من المجتمع.