تكريما لشاعر القضية الفلسطينية، صدر مؤخراً عن «دار كنعان» للدراسات والنشر والخدمات الإعلامية بسوريا كتاب "محمود درويش ينهض"، للشاعر السوري «إبراهيم الجرادي»، وجاء الكتاب في 91 صفحة، تضمّ 5 قصائد طويلة هي "حطّ الفجر مذعورا بفتنته"، "نار الفراشة"، "نجمة الاسفلت"، "من مأساة الرجل صفر" و"فيزيولوجيا القاهرة"، وكتبت القصائد في أوقات متباعدة ومتقاربة في آن، ولها صلة وثيقة ب«محمود درويش»، بشكل مباشر وغير مباشر، بمعنى أن بعض هذه القصائد إما تحاوره أو تسعى إليه أو تتناقض معه وتستظل بأشجاره العالية، فترثي نفسها لغيابه، ومن واقع هذا التصنيف يتضح أن ثمة تقاطعات نفسية ومرحلية ومناسباتية تلتقي مع مضمون الحالة الشعرية، بقطع النظر عن طريقة كتابتها التي اتخذت أكثر من شكل، اقترب من حدود السرد الفني المفتوح على النص من حيث هو متن أساسي لبلورة الفكرة والتأثيث الشعري، وما يؤكد هذا الرابط النفسي أو المناسباتي هو تلك المقدمات والافتتاحيات التي تسبق بداية القصائد مثل "فالأحياء أبناء عمّ الموت، والموتى نيام هادئون وهادئون وهادئون" وأيضاً "يحبونني ميتاً ليقولوا: لقد كان منا وكان لنا" و"إلى محمود درويش في حالة حصار" و"نار الفراشة، إلى محمود درويش وعنه"، ومن جهة أخرى، حضور «محمود درويش» في متن النصوص إما من خلال الاسم وإما من خلال المعنى أو بعض جمل قصائده وعباراته أو أحاديثه التي ربما قالها أو عرف بترديده لها خلال مسيرته الحياتية والإبداعية التي اكتظّت بالكثير من القراءات والاستنتاجات والأقوال، ويشير إبراهيم الجرادي في كتابه "الى ما حققه هو والشاعر الراحل سعيد مطر بتنظيم تلك الأمسية الشعرية الاستثنائية للراحل محمود درويش عام 1983 التي كما يقول أرخ فيها حضور درويش الآسر بجمهوره الدمشقي الحاشد والنادر لانعطافة في الشعر العربي لا تحد ولا توصف". يذكر أن الشاعر إبراهيم الجرادي من مواليد بندرخان - الرقة في سوريا له العديد من الدواوين الشعرية منها: "عويل الحواس" (1985)، "الذئاب في بادية النعاس" (2000)، "دع الموتى يدفنون موتاهم" (2008)، بالإضافة الى مجموعة من الدراسات والترجمات الأخرى.