تتميز خصائص قطاع الصناعة التقليدية كونها المرجع المعرفي المنتقل من جيل لآخر وصمام أمان لحماية الموروث الجماعي ومجمع للثروات فضلا عن إمكانية استقطاب هذا القطاع لمواطنين من مختلف فئات العمر ومستويات تعليمية متباينة بدءا من الأشخاص الذين لم يسعفهم الحظ في الالتحاق بمقاعد الدراسة إلى حاملي شهادة التكوين المهني وخريجي الجامعات والمعاهد الكبرى. أظهرت عملية تشخيص أنجزتها غرفة الصناعة التقليدية والحرف ببسكرة حول واقع ممارسة النشاط في الفترة الآنية جملة من العوائق المعترضة كتدهور وضعية بعض المحلات المهنية ونقص التأهيل المهني للحرفي واستعمال تجهيزات وعتاد وأدوات غير ملائمة وصعوبة التموين بالمادة الأولية وضعف الإمكانات المادية للحرفيين عموما الأمر الذي يحول دون تطوير المشاريع والاستمرار في النشاط، وتقاطعت في ذات الاتجاه الانشغالات المعبر عنها من جانب العديد من الحرفيين حول إشكالية الأسعار المطبقة في السوق، وحسب هؤلاء الحرفيين، فإن غلاء ثمن المواد الأولية وكذا ارتفاع تكاليف الإنتاج من كراء للمحل ونقل وضرائب وغير ذلك يترتب عنه زيادة في سعر المنتوج الحرفي الذي يصبح لا يتمتع بالقدرة التنافسية وبالتالي تحصل محدودية في الإقبال عليه، ويضاف إلى ذلك حسب حرفي ينشط في حقل تسويق الفخار ببلدة «منبع الغزلان» وجود المنافسة غير المتكافئة التي تفرضها السلع الأجنبية المماثلة التي تغزو السوق الوطنية، مشيرا إلى أن المنتوج المحلي الذي يواجه حالة كساد نسبية في حاجة إلى إسناد حقيقي لكي يكسب مكانة مرموقة في السوق، ولمواجهة هذه الصعوبات أكد رئيس غرفة الصناعة التقليدية والحرف، أن هذه الأخيرة لن تدخر أدنى جهد في التكفل باهتمامات الحرفيين كونها تعد منتدى لتمثيل المهن الحرفية وشريك للسلطات المحلية والوطنية في جميع الميادين ذات الصلة بتنمية قطاع الصناعة التقليدية والحرف، مشيرا "أن دور الغرفة في مرافقة الحرفي يتجلى على وجه الخصوص في تسليم بطاقة الحرفي والتدخل لتقديم يد العون له على أصعدة الجباية والصندوق الوطني لترقية نشاطات الصناعة التقليدية والتكوين المتواصل بالاشتراك مع المكتب الدولي للشغل وجلب المواد الأولية على مستوى الغرفة الوطنية وتسويق المنتوج عبر الأروقة والصالونات"، وقد وضعت الغرفة ضمن إستراتيجية النشاط وكسب رهانات التنمية المستدامة على المدى القريب مجموعة من الخطوات العملية تكمن في تحسين المكانة الاقتصادية للقطاع، انطلاقا من مراعاة جودة المنتوج وتحسين المبيعات في الداخل والخارج وتشجيع مبادرات وإحداث مؤسسات مختصة في تسويق المنتوجات الحرفية وتكثيف عمليات المشاركة في التظاهرات الوطنية والدولية. وتسعى الغرفة ضمن المهام المسندة إليها أيضا نحو ضمان أفضل تسيير للسجل المتعلق بالصناعة التقليدية والحرف، وبهذا الصدد سجلت الغرفة فيما يخص مسك سجل الصناعة التقليدية والحرف إلى غاية 30 أكتوبر الفارط 4066 ملفا مفصلة في 4049 حرفيا فرديا و14 تعاونية حرفية وثلاث مقاولات حرفية، وكشف مدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية بالولاية، أن مجال الصناعة التقليدية حظي في جانب الهياكل بمشروعين جديدين يخص الأول دار الصناعة التقليدية "نسبة الإنجاز 90 بالمائة" والثاني فضاء عرض وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية "نسبة الإنجاز 80 بالمائة". وتضمنت مدونة المشاريع كذلك عدة عمليات مسجلة منها مركز تثمين المهارات المحلية في الصناعة التقليدية بمدينة بسكرة ومركزين اثنين للصناعة التقليدية بكل من «سيدي عقبة» و«أورلال» بالإضافة إلى «سويقة» ببلدة «منبع الغزلان».