صدر للقاص والروائي الفلسطيني «غريب عسقلاني» والشاعرة العراقية «هناء القاضي» كتابهما المشترك "الأميرة والنورس"، عن مؤسسة «شمس» للنشر والإعلام بالقاهرة، ويقع الكتاب في 160 صفحة ويضم 7 نصوص مشتركة، في محاولة غير مسبوقة في الكتابة المشتركة، فالنصوص مفتوحة على فضاءات متعددة، تنفلت من قصيدة النثر، وتتجاوز قيود السرد إلى فضاءات الشعر والرجوعيات التأملية واختبار الرغبات والشهوات غير المعلنة والاندياح مع الذاتي إلى أبعد مدى، كمنتج للواقع المحاصر والمستلب والذي يعاني الهزيمة على أكثر من صعيد، ينعكس على امرأة حالمة تبعد عن عراقها قسرًا بفعل ما يصطرع فيه من شرور وويلات نثرتها وحبيبها إلى المنافي والمتاهات القريبة والبعيدة، ولا تملك غير مساحة الحلم لمناجاة البعيد غير المتاح والذي لا تلوح له عودة (الحبيب والأهل والوطن والتاريخ والذكريات) في ظلام دامس يأخذها إلى متاهة بعد متاهة، فتهتاج على نغم نارٍ ولوعة ربابة الروائي القوال الذي لا يملّ من نشر حكاية الفلسطيني «غريب عسقلاني» الذي طُرد طفلاً رضيعًا على صدر أمه في النكسة الأولى من مسقط رأسه «عسقلان» إلى مخيّمات اللاجئين في قطاع غزة، ليعيش أقداره مع وطن مصادر يلوح له على مرمى النظر، أو مرمى الحجر. على قوس الفقد والفجيعة، وعلى شدو وغناء، تنزف النصوص وجعًا إنسانيًا مجدولاً في ضفيرة خيوطها الشعر والرواية والقصة والتداعيات والأسطورة والمسرح والكتابة البصرية، في جبلة تقفز عن حدود التوصيف والتصنيف. الكتاب عبارة عن تجربة إبداعية غير مسبوقة في مجال الكتابة المشتركة، فهل «هناء القاضي» و«غريب عسقلاني» قدما العمل نتاجاً عن نزوة إبداعية عابرة، أم أنهما يؤسسان لنمط جديد.