?صدرت ببيروت وحيفا الطبعة الثانية من رواية "السيدة من تل أبيب" للكاتب الفلسطيني «ربعي المدهون»، وهي الرواية الفائزة في اللائحة الطويلة لجائزة «بوكر» العربية لعام 2010، ?وكانت الرواية التي استقبلت بحفاوة بعد صدورها في شهر الماضي قد أثارت جدلا كبيرا بين النقاد لطبيعة موضوعها وأسلوب تناوله واختلاف مقاربتها للصراع العربي الإسرائيلي وابتعادها عن التنميط السائد للشخصيتين الفلسطينية والإسرائيلية في الرواية العربية. تقدم الرواية نماذج لا ترتهن للإيديولوجيا وليس لها سمات ما قدمته الأعمال الدرامية السابقة ذات الصلة، حيث ?تتخذ من الحب والحياة والموت مواضيع رئيسية، وتمضي وفقا لإجماع النقاد في سرد متدفق يحقق مُتعة القراءة، وتقدم ثلاث حكايات متداخلة، تجري على السطح وأخرى رابعة يمكن تلمسها كتيار يسري دافئا في ثنايا السرد، ?في هذه الرواية، ثالوث خاص؛ الأب هو الراوي المؤلف، الابن هو البطل والروح القدس، هو تيار الخيال، بكلمات «عطاء الله مهاجراني»، الكاتب والروائي الإيراني، وفي الرواية ثلاثة أبطال أيضا، يكونون واحدا في الوقت الذي يروي كل منهم حكاية مختلفة، ويكونون ثلاثة، بينما هم ظل لشخصية واحدة، «وليد دهمان»، فلسطيني بريطاني، يسافر إلى قطاع غزة عن طريق مطار «بن غوريون» الإسرائيلي ليلتقي والدته بعد غياب 38 عاما، ويقف على ما صار عليه الوطن، ويتابع كتابة روايته الرابعة "موطن الظلال"، «عادل البشيتي»، فلسطيني ألماني، بطل "موطن الظلال"، عانى من زواج فاشل في ألمانيا، يعود باحثا عن فتاة أحبها قبل 40 عاما، يستعيد حبا قديما ويبحث عن هوية أضاعها، «دانا أهوفا» الإسرائيلية، ممثلة جميلة وناجحة، تبحث عن حب حقيقي بعد سلسلة تجارب غرامية فاشلة، و?في الطائرة التي تقله إلى تل أبيب، يتجاور «وليد» و«دانا»: الأنا والآخر، يتجاوزان الخلفيات وكل المواقف المسبقة التي تحكم علاقة فلسطيني وإسرائيلية، يتبادلان ملامحهما الإنسانية دون أن يعرف «وليد» الخيط العربي في حياة «دانا» التي ارتبطت بعلاقة عاطفية مع ابن زعيم عربي مرشح لخلافة والده، يتفقان على لقاء في لندن، بعد عودته لتطلعه على سرّ كبير، تُقتل «دانا» في شقة الحبيب العربي فجر يوم اللقاء بطريقة غامضة وفقا لخبر تنشره صحيفة شعبية، بينما يخبرنا «وليد» أنه ذاهب إلى موعده للقائها، لكن «وليد» و«دانا» لا يلتقيان.