الأيام الجزائرية باريس ( وكالات): كان من المفترض أن تمنح فرنسا جائزة حقوق الإنسان السنويّة للجمهوريّة الفرنسيّة إلى شبكة منظمات فلسطينيّة غير حكوميّة تعرف باسمPONG يوم 10/12/2009. ومن المعلوم أنّ هذه الجائزة تسندها فرنسا سنويّا لمنظّمات وهيئات تعمل في حقل حقوق الإنسان. وكان من المفترض أن يسلّم وزير الخارجيّة الفرنسي في مقرّ وزارة الخارجيّة الفرنسيّة هذه الجائزة كما جرت العادة. وقد تم إرسال دعوات في هذا الشأن إلى وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئيّة وإلى شخصيات تُعنى بقضايا حقوق الإنسان. لكن في آخر لحظة تدخّل "المجلس التنفيذيّ للمؤسّسات اليهوديّة"(crif) و"الرابطة الدوليّة ضدّ العنصريّة ومعاداة الساميّة" للاحتجاج على إقامة هذا الحفل بمقرّ وزارة الخارجيّة الفرنسيّة. فما كان من عرّاب السلام وحقوق الإنسان السيّد "برنار كوشنير" إلّا الانحناء والرضوخ لمشيئة اللوبي اليهودي في فرنسا. وتمّ تحويل مراسم تسليم الجائزة من مقرّ وزارة الخارجيّة إلى "معهد العلوم السياسيّة في باريس" وهو ما أثار احتجاج اللجنة الاستشاريّة لحقوق الإنسان. ومن المعلوم أنّ وزير الخارجيّة الفرنسي"كوشنير" الذي يرتدي جبّة حقوق الإنسان والسلام في المحافل الدوليّة كان قد أعلن صراحة معارضته للاقتراح السويديّ بالضغط على إسرائيل وإصدار قرار أوروبيّ باعتبار القدس الشرقيّة عاصمة للدولة الفلسطينيّة.وصرّح بأنّ مثل هذا القرار "خطير وغير متوازن" وأنّه غير منصف لإسرائيل التي أقدمت على تنازلات كبيرة!!! وقد مارست فرنسا ضغوطات كبيرة على وزيريْ الخارجيّة الهولندي والتشيكي للتصدّي لهذا المقترح وردمه ووأده. وكان وزير الخارجيّة الفرنسيّ"كوشنير" قد فاجأ الحضور في المعهد العالم العربيّ بداية سنة 2009 باقتراح التطبيع الكامل مقابل تجميد الاستيطان. وهو مقترح جعل "عمرو موسى" أمين عام الجامعة العربية الحاضر يعدّل كلمته التي أعدّها ليخصص تدخّله للردّ على كلام وزير الخارجيّة الفرنسيّ الخطير. إن السلام من جهة وملف حقوق الإنسان من جهة أخرى يتلوّنان عند السيّد "كوشنير" حسب المصالح الفرنسيّة العليا وحسب مراكز القوّة والنفوذ في العالم. وما عداهما حطب موضوع للاحتراق.