لم يجد المدعو " ب.م" وشقيقه" ب.ك" من طريقة لاسترجاع المبلغ المالي الذي يدين به للضحية " س.م" سوى اقتحام منزل الأخير لإرغام الضحية على التسديد تحت طائلة التهديد ، واستعمال الضرب والجرح العمدي وهي التهمة التي نسبت إليهم . حيث مثل الجميع أمام محكمة الحراش ، فيما شهدت أطوار المحاكمة العديد من التناقضات وخصوصا في موقف الضحية الذي أزال عنه الغموض الشاهد الذي كان حاضرا أثناء الواقعة والذي فنّذ كل تصريحات الضحية تفاصيل القضية تعود إلى شهر رمضان الماضي عندما تلقت مصالح الأمن معلومات تفيد بوقوع شجار عنيف بين المتهمين والضحية حيث بدأ الأمر بتبادل الشتائم أمام منزل الضحية ليتطور فيما بعد إلى شجار ترجع أسبابه إلى مطالبة الضحية المدعو " ب.م" إكمال أعمال النجارة التي تخص تحضير أبواب ونوافذ خشبية ، وهو ما قام به المتهم وحين يطلب الأخير من الضحية تسديد الدين الباقي يرفض التسديد كما كان متفقا فيلجا المتهم إلى منزل الضحية للتفاوض معه حيث كان لتبادل الكلمات حضورا لافتا وفي لحظة غير متوقعة تحول مطالبة الدائن باسترجاع أمواله ، حيث يتطور الأمر إلى تبادل اللكمات في الشارع وصلت إلى حد استعمال الألواح الخشبية واقتضى الأمر تدخل سكان الحي الذي يقطنه الضحية وانتهى الأمر بوصول الشرطة لتفرق الجميع عن المكان. ولدى مثوله أمام محكمة الحراش تمسك المتهم بأقواله التي أعلن عنها أمام الضبطية القضائية ومفادها أن المدعو " ب.م" تهجم عليه بمشاركة شقيقة " ب.ك" قبل 5 دقائق لآذان المغرب مشيرا إلى أنهم تعرضوا له داخل منزله وأنهم كانوا بصحبة مجموعة من الرجال معهم يحملون قضائب خشبية مما دفعه إلى استخدام مماثل ردا على هجومهم بعد أن أشبعوه ضربا وأضاف أن المتهم قام بتهديده في حال بلغ مصالح الأمن ، ولكن هذه التصريحات كشفت عن العديد من التناقضات بعدما فندها الشاهد خلال المحاكمة والذي أكد أنه كان شاهدا على الحادث مكذبا الادعاءات التي وجهها الضحية للمتهم حيث أكد أن المتهم لم يدخل منزل الضحية بل حدثت بعض المناوشات الكلامية خارج المنزل وان الضحية من حمل عصا خشبية لضرب المتهم ، مشيرا إلى أن الواقعة حدثت في حدود صلاة العصر وليس صلاة المغرب كما زعم نافيا وقوع الضرب بين الأطراف . من جهته تمسك دفاع الضحية بثبوت الوقائع بدليل الأضرار التي لحقت بالضحية ومنها الشهادة الطبية التي امتنع بموجبها عن العمل لمدة 14 يوما كاملة ولذا طالب بتعويض مالي قدره 100 ألف دج. أما دفاع المتهم فشّدد على عدم ثبوت الوقائع مشيرا إلى أن الشكوى التي قدمها الضحية لها خلفيات وأضاف أن المتهم اعذرهم عن طريق محضر قضائي لتسديد المبلغ لكن الضحية لم يأخذ الأمر على محمل الجدية. وتمسكت هيئة الدفاع بوجود تناقضات في موقف الضحية وهو ما تكشف عنه الشهادة الطبية المزعومة حسب الدفاع والتي لا تتضمن أي اعتداء كما ذكر " س.م " بأنه تعرض للضرب بقضيب خشبي ولكسر على مستوى الرجل . كما تضيف هيئة الدفاع أن التناقض ظهر أيضا في تصريحات " ح . عادل" أحد أقارب الضحية الذي ذكر خلال المحاكمة بأنه تعرض للضرب من قبل 15 شخصا حضروا مع المتهم " ب. م" ، في حين أنكر الشاهد أمام الجميع وجود أي اعتداء بين الأطراف، وبعد أن أصر الدفاع على أن الشكوى الكيدية لها خلفيات ، طالب بالبراءة التامة لموكله بناءا على شهادة الشاهد التي اعتبرها اكبر دليل على أن الضحية نصب فخا للمتهم ، فيما يبقى الفصل النهائي في هذه القضية خلال الأسابيع المقبلة عندما ستنطق محكمة الحراش بالحكم .