كشفت أسرة الصحفية المصرية، حبيبة أحمد عبد العزيز، التي قُتلت خلال أحداث ميدان "رابعة العدوية" صباح الأربعاء، عن آخر رسائل تبادلتها مع والدتها، قبل لحظات من مقتلها. وأظهرت على نص الرسائل التي تبادلتها الصحفية، البالغة من العمر 26 عاماً، والتي كانت تعمل لحساب صحيفة "غلف نيوز" الإماراتية، مع والدتها، صابرين منجود، التي بثت آخر رسائلها مع ابنتها على صفحتها بموقع "فيسبوك." ومن بين تلك الرسائل، رسالة أرسلت بها الأم في حوالي الساعة 6:19 صباح الأربعاء، تساءلت فيها: "حبيبة أيه الأخبار عندكم.. نمت الساعة واحدة ونص يعني عندكم 11 ونص.. أيه موضوع الهجوم.. طمنيني." وردت حبيبة، وهي ابنة مستشار إعلامي سابق للرئيس "المعزول"، محمد مرسي، بقولها: "في تحركات للجيش والشرطة على المداخل فعلاً.. وتم تحويل المركز الإعلامي لمستشفى ميداني.. والميدان في حالة طوارئ قصوى." فبادرتها الأم بسؤال آخر: "وانت فين؟"، فأجابت الابنة: "الصحفيون بس اللي تبقوا في المبنى، ومطلوب مني تغطية النصب التذكاري في حال بدأت المعركة"، فعلقت الأم بقولها: "النصب بعيد عن رابعة شوية." وتابعت حبيبة بقولها: "أمن الميدان في كل مدخل دلوقتي.. أنا في المركز الإعلامي، مش بعيد خالص على فكرة، والمدخل كبير و سهل الاختراق"، فسألتها والدتها: "وهل حشود الجيش والشرطة كثيفة؟" وأجابت الصحفية الشابة بقولها: " نعم.. بس وارد تكون التحركات دي حرب أعصاب"، قبل أن تسألها والدتها مجدداً: "وانت هتروحي للمنصة ازاي؟"، فأجابتها: "مشي زي البقية، أو جري على حسب الموقف"، فبادرتها الأم بقولها: "ربنا يستر." وبعد نحو ساعة من تلك المحادثة، عادت الأم في حوالي 7:33 صباحاً، لسؤال ابنتها: "أيه الأخبار عندك الآن؟"، فأجابتها حبيبة: "صحفيون أجانب وصلوا المركز." وسألتها والدتها مجدداً: "طيب.. أقصد أخبار الحشود.. طمنيني عليك"، فأجابت: "واخدة 3 أدوية، والبرد شديد عليا، وجسمي بيرعش.. الأعداد كبيرة، وحالة التأهب عالية.. دعواتك يا أمي." وردت الأم الدعاء لها قائلة: "يارب الثبات والنصر والتمكين.. يارب مكنا من رقابهم.. استودعتك الحي القيوم الذي لا يغفل ولا ينام." وفي حوالي الساعة 7:50 أبلغت الابنة والدتها: "طالعة المنصة كمان شوية.. فيه مدرعات هناك"، فأجابتها أمها: "يارب الثبات.. يارب النصر.. يارب خذل عنكم." كما أشارت الأم، بحسب الرسائل التي أكدت شقيقة حبيبة لCNN صحتها، إلى أنها كتبت على صفحتها: "اللهم استودعتك كل أخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي في رابعة والنهضة وفي كل أنحاء مصر من المعتصمين والمعتصمات.. اللهم إني استودعتك زوجي أحمد وحبيبة ابنتي.. اللهم لا تفجعنا في اي أحد منهم.. اللهم مكن لهم وانصرهم وثبتهم عند اللقاء اليوم." وبعد أقل من خمس ساعات، وفي حوالي 12:46 بعد ظهر الأربعاء، عادت الأم لتسأل ابنتها: "حبيبة.. أرجوك طمنيني عليك، اتصلت آلاف المرات.. أرجوك يا بنتي دمي نشف.. طمنيني عليك"، إلا أنها لم تتلق أي إجابة من ابنتها.