نفت وزارة الخارجية التونسية، الأنباء التي ترددت بوقت سابق حول وجود مشروع لإقامة قاعدة عسكرية أميركية في أقصى الجنوبالتونسي بذريعة "مكافحة الإرهاب"، وذلك بعد تسريبات إعلامية بأن تونس أبدت إستعدادها لإقامة مثل هذه القاعدة على أراضيها. وقالت الوزارة في بيان مُقتضب نشرته في صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، إن الأنباء التي تداولتها مواقع التواصل الإجتماعي وبعض وسائل الإعلام حول مشروع تونسي - أميركي لإنشاء قاعدة عسكرية أميركية على الحدود مع الجزائر، هي "أنباء عارية تماما عن الصحة". ويُعتبر هذا النفي، الثالث من نوعه في غضون أقل من أسبوع، بعد أن نفت وزارة الدفاع التونسية في 6 الجاري، وجود مثل هذا المشروع المتعلق بإقامة قاعدة عسكرية أميركية في جنوب البلاد. وقال الناطق الرسمي بإسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق الرحموني يوم الجمعة الماضي ، "إن ما راج من أنباء حول تركيز قاعدة أجنبية بالجنوبالتونسي، أو بأي نقطة من التراب الوطني، هي مجرد شائعات وتفاهات عارية من الصحة". وشدد على أن القرار الرئاسي المتعلق بإعلان جزء من الصحراء التونسية "منطقة حدودية عازلة"، جاء ردا على تنامي التهديدات الأمنية، وهو يندرج في إطار التصدي "للإرهابيين" والحد من عمليات تهريب البضائع و الأسلحة. ولفت مراقبون إلى أن هذا نفي تونس لمشروع إقامة قاعدة عسكرية أمريكية يأتي بعد تأكيد صحيفة جزائرية أن الجزائر أعربت عن معارضتها لمشروع تونسي - أمريكي يقضي بالسماح لأمريكا بإقامة تلك القاعدة على الحدود التونسية - الجزائرية تحت ذريعة "مكافحة الإرهاب" بالمنطقة. وكان الحديث عن إقامة قاعدة عسكرية أميركية في منطقة "رمادة" في أقصى الجنوبالتونسي غير بعيد عن المثلث الحدودي التونسي - الليبي - الجزائري، قد إستند إلى تحذير أطلقه في وقت سابق أيوب المسعودي، المستشار الإعلامي السابق للرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي من قرار الرئيس المتعلق بإقامة منطقة حدودية عازلة في جنوب البلاد. كما جاء القرار المذكور بعد يومين من تصنيف الحكومة التونسية تنظيم "أنصار الشريعة" السلفي الجهادي، "تنظيما إرهابيا"، علما وأن هذا التنظيم كان حذر هو الآخر من أن قرار إقامة منطقة حدودية عازلة هو "تمهيد لإقامة قاعدة عسكرية أمريكية في جنوب البلاد".