تونس تنفي إقامة قاعدة أمريكية على أراضيها المارينز لن يقربوا حدود الجزائر نفت تونس ما تردّد من أنباء عن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على أراضيها بعد أن تردّدت أخبار عن وشوك إقامتها، غير بعيد عن الحدود الجزائرية، وهي الأخبار التي تكون قد أقلقت السلطات الجزائرية قبل أن تنفي نظيرتها التونسية إمكانية مجيء المارينز إلى الحدود بين البلدين الشقيقين، ما يعني أن عسكر أمريكا لن يقربوا حدود الجزائر. يضاف النفي التونسي إلى تصريحات أمريكية أكّدت أن واشنطن لا تنوي على الأقل في الوقت الحالي إقامة قاعدة عسكرية في منطقة الساحل، وهو ما تحقّق إثر جهد جزائري كبير لإقناع الولايات المتّحدة الأمريكية وشركائها بقدرة بلدان شمال إفريقيا على مواجهة (غول الإرهاب) بمفردها ودون حاجة إلى قواعد عسكرية أمريكية بالمنطقة. وفنّد النّاطق الرّسمي باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق رحموني خلال ندوة صحفية عقدها مساء الجمعة (بشكل قاطع) كلّ الأنباء التي تتحدّث عن إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في المناطق الجنوبية من تونس، داعيا الإعلاميين الذين (يرغبون في القيام بتحقيق صحفي (للتوجّه إلى الجهات العسكرية للحصول على ترخيص لدخول المناطق الصحراوية بغية التاكد من ذلك). وتناقلت وسائل إعلام محلّية وغربية على مدار الأيّام الماضية أنباء عن وجود اتّفاق بين تونسوالولايات المتّحدة لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة رمادة جنوبتونس بالتحديد. وبيّن المتحدّث أن إعلان المنطقة الحدودية الجنوبية (كمنطقة عازلة) يأتي على خلفية (تنامي خطر الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظّمة وشبكات تهريب الأسلحة والذخيرة والمخدّرات وتهريب السلع والمواد المدعّمة). في هذا السياق أبرزت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيان لها أن هذه الأنباء (لا أساس لها من الصحّة)، نافية نفيا قاطعا وجود مثل هذا المشروع. وقالت الوزارة في بيان لها: (على إثر ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من أنباء حول مشروع تونسي-أمريكي لإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود مع الجزائر الشقيقة تؤكّد وزارة الشؤون الخارجية أن هذه الأنباء عارية تماما من الصحّة وتنفي نفيا قاطعا وجود مثل هذا المشروع مطلقا). وكانت مصادر إعلامية قد زعمت (وجود مشروع تونسي-أمريكي يقضي بالسماح بإقامة قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود التونسيةالجزائرية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب بالمنطقة). كما نشرت وسائل إعلام محلّية تونسية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لما سمّته (قاعدة عسكرية أمريكية) في منطقة (الرمادة) بالجنوب الشرقي التونسي. وكانت جماعة أنصار الشريعة قد أشارت في بيان لها حول دوافع تصنيفها على لائحة الإرهاب من طرف الحكومة التونسية بالقول: (لم يخف على ذي لبّ حقيقة هذه المؤامرة الدنيئة المتمثّلة في إيجاد ذريعة تخوّل إعطاء الضوء الأخضر لهبل العصر أمريكا للتدخّل المباشر وتبرير صفقة القاعدة الأمريكية برمادة جنوب البلاد ، والتمهيد لها بإعلان المنطقة الحدودية الجنوبية منطقة مغلقة معزولة بدعوى الجهود الحثيثة في مكافحة الإرهاب). وكان السفير الأمريكي جاكوب والس قد نفى في أفريل الماضي الأنباء التي تردّدت في وقت سابق حول سعي (أمريكي لنقل مقرّ القيادة الإفريقية الأمريكية من قاعدة شتوتغارت الألمانية إلى تونس). وأعلنت تونس حدودها مع الجزائر وليبيا منطقة عسكرية عازلة لسنة كاملة قابلة للتمديد حسب الظروف، واتّخذ الرئيس المرزوقي القرار (لتجنّب عمليات تهدّد أمن البلاد ولمقاومة عمليات التهريب وإدخال السلاح)، خاصّة في جبال الشعانبي بولاية القصرين على الحدود مع الجزائر، حيث يواصل الجيش عملية عسكرية للقضاء على مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. يذكر أن القيادة الإفريقية الأمريكية هي قوّات موحّدة مقاتلة تحت إدارة وزارة الدفاع الأمريكية، وهي مسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية وعن العلاقات العسكرية مع 53 دولة إفريقية في إفريقيا عدا مصر. وقد تأسّست في بداية أكتوبر 2007 كقيادة مؤقّتة تحت القيادة الأمريكية لأوروبا، والتي كانت لمدّة أكثر من عقدين مسؤولة عن العلاقات العسكرية الأمريكية مع أكثر من 40 دولة إفريقية، وبدأت نشاطها رسميا في الأوّل من أكتوبر 2008، وهي تعمل بشكل مؤقّت من قاعدة شتوتغارت الألمانية في انتظار نقلها إلى إحدى الدول الإفريقية.