تعيش عاصمة ولاية الجلفة، ندرة حادة في مختلف أنواع الخضر والفواكه، حيث أضحى قضاء مصالح القفة من المهمات الصعبة والمستحيلة، بعد إزالة الأسواق الفوضوية، وهو الأمر الذي انعكس على الأسعار التي قفزت إلى مستويات «نارية»، وأظهرت عملية إزالة التجارة الفوضوية أن بلدية الجلفة قاطبة والتي يتعدى سكانها 400 ألف نسمة، كانت تتسوق «فوضويا»، فقد أثبتت أزمة التسوق الحالية والتي يتخبط فيها سكان عاصمة الولاية ومنذ ثلاثة أيام، أن التجارة الشرعية والمحلات التجارية القانونية للخضر منعدمة ومعدومة وأن الطاولات التي كانت منصوبة في سوق وسط المدينة وفي سوق بن جرمة وكذا في حي 05 جويلية بشكل فوضوي، هي التي كانت تؤمن حاجيات السكان، وهو ما يؤكد أن المحلات التجارية الشرعية محصورة وعددها قليل جدا ولا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة على مستوى سوق وسط المدينة مثلا، حيث فتحت 4 محلات أبوابها وعلى مساحات محصورة، بعد فرض عدم التعدي على الرصيف، لتقدم خدماتها بشكل محدود لم يلب حاجيات المواطن الجلفاوي، وهو ما جعل الأزمة تستفحل في ظل المراقبة المتواصلة لأفراد الأمن الذين لا يزالون مرابطين هناك لدحر أي تعدٍّ جديد على الطريق والرصيف. وكشفت جولة «البلاد» لمعاينة تداعيات إزالة الأسواق الفوضوية، أن الأسعار المعروضة لم تعد في المتناول، حيث تربعت البطاطا على العرش بوصولها إلى عتبة 120 دينارا والأمر نفسه مع الطماطم، كما كشر البصل عن سعره الجديد بوصوله إلى غاية 80 دينارا، زيادة على وصول ثمن الفلفل الحلو إلى حدود 120 دينارا، في غياب شبه كامل لمادة الخس أو ما يعرف ب«الشلاطة»، مع العلم أن محلات الخضر المتواجدة في العديد من أحياء عاصمة، ظهرت بدورها «خاوية» من خضرها وفواكهها، لكونها كانت تتزود انطلاقا من سوق الخضر والفواكه بوسط المدينة الذي تمت إزالته بشكل كامل، واستشعر المواطن الجلفاوي هذه الأزمة بعد مرور ثلاثة أيام، حيث دخل في مواجهات «مفتوحة» مع القفة التي تعود «فارغة» إلى البيت بفعل هذه الأزمة التي خلفتها الحرب على التجارة الفوضوية. وبقدر ما استحسن السكان إعادة هيبة الطريق والرصيف، بقدر ما تأثروا بندرة الخضر والفواكه، وعلى ذكر هذه الأخيرة فإن أسعارها تجاوزت المعقول على مستوى بعض المحلات المتخصصة، حيث كان العنب يعرض في حدود 100 و60 دينارا، تجاوز اليوم 200 دينار، زيادة على أن ثمن الإجاص عاد إلى سعر 250 دينارا، بعدما كان في حدود 120 دينارا. والثابت في نهاية هذه الورقة أنه بقدر ما أعادت هذه الحملة هيبة الطريق والرصيف وساهمت في تنقية وسط المدينة، بقدر ما كانت وبالا على السكان بدخولهم في «مطاردة» يومية مع مستلزمات القفة، والمدينة «تنقات» لكن الأسعار «غلات غلات» هي مختصر أحاديث سكان عاصمة الولاية.