قللت تركيا من المخاوف الدولية بشأن تصاعد التوتر بينها وبين سوريا الذي بدأ بقصف سوري مدفعي لمدينة أقجه قلعة جنوب البلاد والذي أسفر عن مقتل سيدة وأبناءها الأربعة وإصابة 13 آخرين أعقبه رد تركي. وأكدت أن نظام الأسد اعتذر، مشيرة إلى قبولها الاعتذار بعد تعهد دمشق بعدم تكرار مثل هذا الحادث، وأعلنت أنها لا تريد حربا مع سوريا، في الوقت الذي عبرت روسيا عن قلقها إزاء تصاعد التوتر فيما أدانت بريطانيا وفرنسا الهجوم السوري. ومن جانبها، حثت أوروبا وإيران الدولتين على ضبط النفس، بينما أكد مستشار بارز لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا لا تريد الدخول في حرب مع جارتها سوريا. وكتب إبراهيم كالين علي موقع التواصل الاجتماعي “توتير” إن “تركيا ليس لديها رغبة في الدخول في حرب مع سوريا، لكن تركيا قادرة علي حماية حدودها وعلى رد الضربة إذا لزم الأمر”، مضيفا أن “المبادرات السياسية والدبلوماسية ستستمر”. وذكرت وكالة أنباء “الأناضول” أن قوات حرس الحدود ببلدة “اقجه قلعه”، التي سقطت عليها قذيفتا هاون الأربعاء الماضي، لا زالت تواصل منذ الليلة قبل الماضية قصفها المدفعي للعديد من الأهداف العسكرية السورية التي انطلق منها القصف الذي رصدته رادرات الجيش التركي وذلك في إطار قواعد الاشتباك المتعارف عليها في إطار القوانين الدولية. وناقش البرلمان التركي حاليا خلف الأبواب الموصدة إصدار تفويض للجيش التركي للقيام بمهام عسكرية خارج الحدود. وسيكون أساس هذا التفويض قانون يعطي الضوء الأخضر حتى الآن لقيام الجيش التركي بمهام عسكرية ضد المتمردين الأكراد شمال العراق. وقال نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي إن الأولوية بالنسبة لتركيا هي التحرك بالتنسيق مع المؤسسات الدولية ردا علي إطلاق قذيفة من سوريا أسفر عن مقتل خمسة مدنيين في جنوب شرق البلاد. وقال اتالاي متحدثا إلى الصحفيين بعد أن وافق البرلمان علي القيام بعمليات عسكرية خارج الحدود التركية إذا اعتبرتها الحكومة ضرورية إن تركيا مارست حقها في الرد وإن تفويض البرلمان ليس “مذكرة حرب”. من ناحية أخرى، أدان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هجوما سوريا على بلدة حدودية تركية أودى بحياة خمسة مدنيين وطلب “وقف مثل هذه الانتهاكات للقانون الدولي فورا وعدم تكرارها”. وفي اتفاق نادر جاء البيان الصادر عن المجلس ليندد بالهجوم “بأقوى عبارات” بعد أن رفضت روسيا نصا أوليا عن الحادث وطرحت نسخة مخففة تدعو تركيا وسوريا كلتيهما إلى التحلي بضبط النفس. واعترض الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن على النص الذي اقترحته موسكو لكنهم عدلوا المشروع المبدئي للبيان ليراعي بعض تحفظات روسيا.