استبعد محمد كمال فريج، الكاتب والمحلل السياسي بوكالة الأناضول التركية، دخول بلاده في حرب مع سوريا، على خلفية مقتل خمسة مدنيين أتراك إثر سقوط قذائف أُطلقت من الأراضي السورية، مؤكدا أن تركيا لن تقوم بأي هجوم إلا بالعودة لحلفائها في حلف شمال الأطلسي، وأمريكا على وجه الخصوص، في الوقت الذي منح فيه البرلمان التركي حكومته تفويضا بالقيام بعمليات عسكرية حدودية إذا اقتضت الضرورة. ما هي قراءتكم للقصف السوري لتركيا ورد الفعل التركي؟ ما يحدث على الحدود التركية السورية هو امتداد لسيناريو القمع للمهجرين السوريين الذين تأويهم الحكومة التركية، ورد فعل على أنقرة التي تعتبر نظام الأسد على وشك الانهيار، ومع ذلك أؤكد عدم وجود اشتباكات بين الجيشين التركي والسوري على الحدود بين الدوليتن. لكن رد الفعل العسكري التركي يوضح وجود خطة عسكرية مجهزة، وتأهب عسكري لمواجهة مثل هذه الهجمات، ما تعليقك؟ العمليات التركية هي رد فعل على ما قامت به سوريا، خاصة مع استمرار الاعتداء والهجوم على أراضينا، وسقوط طائرة مدنية، وقبلها أخرى حربية، وضربات القذائف التابعة للجيش السوري النظامي على الحدود، حيث أكدت الحكومة السورية وقتها أن ما حصل غير مقصود، لكن البحث والتحقيق الجنائي والعسكري الذي قامت به الحكومة التركية أكد أنها ضربات مقصودة، عكس ما يدعيه نظام الأسد، وبالتالي هذه التركمات جعلت تركيا حذرة ومستعدة لأي هجوم مرتقب. وهل تتوقع نشوب حرب بين الدولتين؟ لا توجد احتمالات لتدخل الجيش التركي في الوقت الراهن، أو تأهب للتحرك والحشد العسكري للدخول في حرب مع سوريا، لأن تركيا لن تقوم بأي هجوم دون غطاء دولي، بالعودة إلى المجتمع الدولي وحلفائها في حلف الناتو، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأتوقع أن تشهد الأيام اللاحقة استمرار لعمليات القذف المتقطع والضرب بالمثل، دون التدخل العسكري المباشر، لتأمين حدودها والحفاظ على سلامتها، ولو صعدت سوريا ستصعد تركيا، ولو تراجعت سوريا بعد هذه العمليات ستتراجع تركيا بالضرورة، وبالتالي فإن إنهاء عمليات تبادل إطلاق القذائف راجع إلى تعامل نظام الأسد مع القضية، وأشير هنا إلى أن القوات التي ردت على الهجوم السوري، هي قوات تابعة للقوات العسكرية الموجود على الحدود، والتواجد العسكري على حدودنا ليس بحجم الاستعداد للدخول في حرب.