يبدو أن الحرب غير المعلنة بين رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة والناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش وصلت مسامع القارات الخمس فبعد وسائل الإعلام الإفريقية والأوروبية هاهي الآسيوية تتحدث عنها، حيث دافع عرب خليج القارة الآسيوية عن المدرب البوسني وتساءلوا عن سر الإنتقادات التي انهالت عليه عقب تصريحاته –الصادقة –كما وصفوها- بترشيحه منتخبي روسياوبلجيكا ببلوغ الدور الثاني من كأس العالم 2014 في البرازيل. و نشر أحمد الشوم الكاتب والصحفي في موقع أبو ظبي الرياضية مقالا تحدث فيه عن سر هذ الإنتقادات وقال أنه اضطر إلى إعادة قراءة ما ذكره المدرب لأكثر من مرة وأنه لم يجد ما يبرر هذا الهجوم اللاذع من قبل اتحاد الكرة ورئيسه روراوة. وسبق للمدرب البوسني أن قال في عديد المرات تعليقا على القرعة التي أوقعت الجزائر في المجموعة الثامنة بالمونديال :"بلجيكا من بين أحسن المنتخبات في القارة الأوروبية رغم أنها تفتقد إلى بعض الخبرة، عندما أشاهد الأندية التي يلعب لها لاعبوها ينتابني الخوف، أما روسيا فتأهلت في المركز الأول للمجموعة التي ضمت البرتغال بقيادة (كريستيانو) رونالدو، وهو المنتخب الذي يقوده الداهية (المدرب الإيطالي فابيو) كابيللو، أرى أن من يعتقد أنه بإمكاننا الفوز على بلجيكاوروسيا يقول كلاما غير مسؤول، قد تحدث مفاجأة، لكن كأس العالم بطولة تتطلب توافر الكثير من العوامل". وتابع وحيد تصريحاته قائلا :"منتخب كوريا الجنوبية تأهل للمرة الثامنة على التوالي، وعندما أشاهد لاعبيه المحترفين في ألمانيا وإنجلترا وتنظيمهم الجيد، إلى جانب التحضير البدني المميز والسرعة التي يلعبون بها، أقول إننا لسنا مرشحين للفوز على كوريا أيضا". وكتب صاحب المقال تعليقا على ذلك "لا أعتقد أن حاليلوزيتش أهان الجزائر بهذه التصريحات، إنما أراد أن يحد من التفاؤل الذي عاشه البعض بعد مراسم القرعة، وهي حنكة لا يتقنها إلا الذين يدركون تفاصيل الكرة جيداً" . وأضاف ذات الكاتب "عدم الوقوع مع اسبانياوالبرازيلوألمانيا لا يعني انك بأمان، فهناك الكثير من المنتخبات القوية والتي تمتلك مؤهلات فنية تفوق المنتخب العربي الجزائر، وما ذكره حاليلوزيتش عن هذه المنتخبات خير دليل، والأفضل أن لا نختبئ خلف أصبعنا !!" وعاد نفس الكاتب لتبرير ما قاله "هذا الكلام ليس انتقاصاً من قيمة منتخبنا العربي، وجميعنا نتمنى أن يحقق اللقب عاطفياً، ولكن من حيث المنطق علينا أن نكون واقعيين حتى لا نتفاجأ في الدور الأول، علماً أن هذا الحذر وحده الذي يقود الفرق والمنتخبات إلى بر الأمان وهو ما يعمل عليه حاليلوزيتش باعتراف الكثيرين". وتحدث كاتب المقال في الختام عن فرضية إقالة المدرب، قائلا:" إن إقالة المدرب البوسني لن يضر إلا منتخب محاربي الصحراء، بحيث أن تاريخه سيضمن له مستقبل غني مع منتخب غني فنياً !! وما على إدارة الخضر إلا التروي قليلاً قبل اتخاذ أي قرار من هذا القبيل، والتذكر أن مصلحة الوطن أهم من أي اعتبارات أخرى في الوقت الراهن ..".