بعد أشهر من الترقب، نشر مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم الثلاثاء، جزءا من التقرير حول عمليات تعذيب قامت بها وكالة الاستخبارات الأميركية في سجون سرية، واتهمها بالكذب على الجمهور وعلى الكونغرس والبيت الابيض حول نجاعة استجواباتها وأنها كانت أعنف مما اعترفت به الوكالة حتى الآن. وأكد التقرير الذي قامت بإعداده لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي واستغرق 4 سنوات بميزانية تقارب 40 مليون دولار، أن وكالة الاستخبارات الأميركية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استنطاق محتجزين بعد أحداث ال 11 من سبتمبر/ أيلول. وذكر التقرير أنه "بعد دراسة 20 حالة " تأكد أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات على محتجزين لم يخلص إلى نتائج إيجابية، وكان له أثر عكسي". وأشار التقرير كذلك إلى أن "تقنيات الاستجواب التي استخدمتها ال"سي أي إيه" لم تساعد في أي وقت من الأوقات في الحصول على معلومات مؤكدة بوجود تهديدات إرهابية". كما أفاد التقرير أن بعض "المعلومات التي كانت تفيد بوجود هجمات مدبرة بقنابل عن بعد زعمت الوكالة أنها حصلت عليها بعد عمليات الاستنطاق، كانت مغلوطة". واتهم التقرير وكالة الاستخبارات بالكذب على الجميع حول نجاعة برامجها للاستنطاق بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، مشيرا إلى أن" "سي أي إيه" ادعت أن برامجها للاستنطاق مكنت من الحفاظ على الأرواح، غير أنه ثبت العكس، كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقريرا حول أساليب الاستنطاق المتبعة". يذكر أن الولاياتالمتحدة وضعت 4200 عنصر من قوات المارينز على أهبة الاستعداد في منطقة الشرق الأوسط وذلك استعدادا لإصدار الكونغرس تقريره حول انتهاك حقوق الإنسان والتعذيب داخل السجون الأميركية خلال فترة حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، فرضت تدابير أمنية مشددة حول المنشآت الدبلوماسية والقواعد العسكرية الأميركية. وكان الهدف من التقرير الذي وضعته لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ إثر تحقيق دقيق استمر أكثر من ثلاث سنوات بين 2009 و2012، إلقاء الضوء على البرنامج الذي وضعته السي آي إيه سراً لاستجواب أكثر من مئة معتقل يشتبه بارتباطهم بتنظيم القاعدة بين 2001 و2009 باستخدام تقنيات مشددة مثل الإيهام بالغرق والحرمان من النوم. .