استعرضت وزيرة الثقافة خليدة تومي مع أعضاء شركة "مجمع البناء بكين" المكلفة بإنجاز "أوبرا الجزائر"، تفاصيل المشروع الفني، وذلك أثناء جلسة عمل جمعتها بهم صباح أمس بمقر الوزارة. وكشفت تومي أن مشروع "الأوبرا" الذي جاءت فكرته سنة 2006 عندما زار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة دولة الصين، ستنطق أشغال إنجازه في الفاتح نوفمبر القادم، وذلك تزامنا مع ذكرى الاحتفال بعيد الثورة، وبعد وقت وصفته ب«المضني" من الدراسات والبحث. وأوضحت الوزيرة أن "الأوبرا" التي اختير مقرها في بلدية "أولاد فايت"، تتربع على مساحة 18 ألف متر مربع وتستوعب 1400 مقعد، في حين تقدر تكلفتها الإجمالية ب 30 مليون أورو، ساهم فيها قطاعها بتكلفة قطعة الأرض التي قالت إنها "غالية"، بينما تتحمل الشركة الصينية أعباء التجهيز والإنجاز، وذلك في إطار "دعم العلاقات الثقافية والاقتصادية الجزائرية الصينية التي تمتد عبر الأزمنة". وأوضحت وزيرة الثقافة أن الهدف الثاني بعد تحقيق "حلمها" في إنجاز "أوبرا" في الجزائر منذ عام 2011 عندما زارت الصين وشاهدت روعة وجمال تصميم "الأوبرا" الصينية؛ هو تكوين إطارات شبانية جزائرية في الهندسة وتقنيات بناء مثل هذه المشاريع الضخمة. وقالت تومي إن هذا الصرح الثقافي سيكون إضافة هامة للجزائر، خصوصا أن منطقة "أولاد فايت" التي تخلو من المرافق الثقافية؛ ستشهد انتعاشا فنيا بعد الانتهاء من هذا المشروع الذي سيستغرق إنجازه 24 شهرا كاملا. في السياق ذاته، أكدت المتحدثة أن اسم "الأوبرا" متروك لرئيس الجمهورية الذي له صلاحية تسمية هذه المشروع، غير أنها قد تقترح بعض التسميات، وإن كان المتعارف عليه عالميا هو أن كل "دار أوبرا" تحمل اسم بلدها. من ناحية أخرى، خاطبت الوزيرة رئيس الشركة المنجزة قائلة "أقدر تطور بلدكم وكفاءتكم في العمل، وهو وما يجعلني أصر على تكوين شبابنا الذي يمثل أكثر من 70 بالمائة من سكان الجزائر". وأبدت تومي للشريك الصيني استعداد الحكومة الجزائرية لتوفير كل التسهيلات اللازمة لإنجاز المشروع على أكمل وجه. من جهته، أوضح مدير الشركة الصينية في كلمته أن هذا المشروع سيكون على أعلى مستوى، ووفقا لمعايير عالمية، مثنيا على العلاقات بين البلدين و«اهتمام الحكومة الجزائرية بالشأن الثقافي وإصرارها على تفعيل حركته من خلال هذه المنجزات"، مضيفا "أعتقد أن الجزائر شهدت حركية هامة في السنوات الأخيرة وأنا على يقين أن الصين ترتبط بالجزائر ارتباطا قويا؛ وهو ما عزز لدينا ثقة تحقيق هذا المشروع".