شهدت صفحات التواصل الاجتماعي بتونس حملة واسعة جمعت بين السّخرية والتّساؤل والنّقد الحاد، على خلفيّة تسجيل غياب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، عن مراسم أداء صلاة العيد، التي جرت العادة أن تجمع رموز الدّولة في جامع الإمام مالك بن أنس. وممّا ساهم في الاهتمام بغياب الرئيس، أنه لم يوجه كلمة تهنئة للشعب التونسي، تُذاع على القناة الحكومية، كما جرت العادة سنويا منذ عقود، وهو ما فتح الباب أمام تأويلات عديدة. وأطلق نشطاء حملة ساخرة تحت وسم "#وينو_الرئيس" (أين الرئيس بالعامية التونسية)، داعين فيها لحملة وطنية للبحث عن السبسي الذي فُقد أثره، بحسب قولهم ومع انتشار الحملة، سارعت بعض الصحف، وبعضها مُقرّب من دوائر القصر، لتبرير غياب السبسي عن أداء صلاة العيد في الموكب الرسمي، حيث كشفت صحيفة "تونيزي تيليغراف"، استنادا لمصدر أمني وصفته ب"الموثوق"، أن تحذيرات استخباراتية وردت من دولة شقيقة حول إمكانية تعرض موكب الرئيس التونسي لهجوم إرهابي؛ كانت وراء إلغاء مُشاركة السبسي في مراسم صلاة العيد. من جهتها، أوردت صحيفة "الإخبارية" رواية أخرى نسبتها ل"مصادرها"، مفادها أن السبسي أعلم مستشاريه بغيابه عن صلاة العيد قبل 24 ساعة، لالتزامات خارجية، وأنّه كلف رئيس مجلس نواب الشعب، محمد النّاصر، بتمثيله في صلاة العيد. وعللت الصحيفة روايتها بدعوة المكتب الإعلامي لمجلس نواب الشعب؛ وسائل الإعلام لتغطية حضور الناصر صلاة عيد الفطر، وهو ما اعتبرته الصحيفة دليلا على وجود تنسيق بين الرئاسة والبرلمان؛ تم بموجبه تكليف الناصر بالإشراف على الموكب الاحتفالي. يذكر أن الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على "فيسبوك" نشرت الجمعة صور لقاء السبسي مع محمد الكيلاني، الأمين العام للحزب الاشتراكي، وهو ما اعتبره مُراقبون ردّا على التعليقات التي ذهبت بعيدا في تفسير أسباب تغيب السبسي، والتي ربطته بتدهور حالته الصحية.