كشفت رغد، ابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، معلومات مثيرة حول إعدام والدها من قبل مليشيات عراقية في العاصمة بغداد قبل 10 أعوام. وقالت الابنة الكبرى للرئيس العراقي الأسبق، في حوار لها مع شبكة CNN، لأول مرة منذ إعدام والدها، قائلة: "لم أر أبداً تلك اللحظة وأرفض أن أرى ذلك". وأوضحت أنها في صباح يوم عيد الأضحى في ديسمبر 2006، اجتمعت مع أختها وأطفالهما معًا أمام التلفزيون في منزلها بالعاصمة الأردنية عمّان، وبكوا وهم يشاهدون لقطات من إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقالت رغد، في اتصال هاتفي من العاصمة الأردنية، حيث لجأت بعد غزو العراق عام 2003، إن "تفاصيل وفاته قبيحة ومؤلمة". ورفض صدام حسين، الذي حكم العراق في الفترة من 1979 حتى الإطاحة به واعتقاله من قبل قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003، ارتداء غطاء الرأس وظهر متماسكاً عندما وضع حبل المشنقة حول رقبته. وأظهرت لقطات أيضًا إلقاء عدد من العراقيين الشتائم على صدام، مرددين "مقتدى! مقتدى! مقتدى!"، في إشارة إلى رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر. وتابعت ابنة الرئيس العراقي الأسبق أن "الطريقة التي قُتل بها والدها جلبت الفخر لها ولأختها وأطفالهما، ولكل من يحبه ويمتلك حيزًا في قلبه". وحمّلت رغد صدام حسين، الولاياتالمتحدةالأمريكية "مسؤولية الفوضى والتفكك الذي حل ببلادها"، متمنية أن يكون الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مختلفاً عن أسلافه. وأكدت أن "ترامب كشف أخطاءهم للعالم فيما يتعلق بالعراق، وهو على وعي تام بالأخطاء التي ارتكبت في العراق وبما حدث لأبي"، رافضة الادعاءات التي تربط بينها وبين تنظيم "داعش"، حسب اتهامات الحكومة العراقية لها. وقالت: "الدليل على براءتي من تلك التهمة، هو أن التنظيم ظهر قوياً فقط عندما انتهى حكم صدام وعندما غادرنا العراق"، مؤكدة أنها "لم تشارك في الحياة السياسية، ولم تدعم أية مجموعة أو حزب على أرض الواقع". وأردفت قائلة: "كدليل على ذلك، فقد تواجدت الجماعات المتطرفة في العراق وأصبحت قوية بعد أن غادرنا البلاد وانتهى حكمنا"، مشيدة بما اعتبرته "الاستقرار في ظل حكم والدها"، وأن هذه المجموعات المتطرفة لم تكن لتتمكن من دخول العراق في ظل حكمه. وأضافت أن "العراق بلد يصعب حكمه، ولكن القليل من الناس يدركون هذه الحقيقة"، مؤكدة أنها "لم تشارك في القرارات التي كان يضعها الرجال، كما لم تشارك شقيقتيها ووالدتها أيضاً، لأن ذلك كان ممنوعاً عليهن". وقالت رغد: "الناس الذين يعتبرونه ديكتاتورًا أحرار في استخدام كل ما يريدونه من تسميات، بالنسبة لنا، كان بطلاً، شجاعاً، قومياً، رمزاً للملايين من الناس". وأضافت: "كان مناضلاً وكان يعرف أن نهايته لن تكون سهلة". وفي سن 15 عامًا، كانت رغد متزوجة من حسين كامل، وهو مسؤول عسكري رفيع المستوى، كما تزوجت أختها رنا من شقيق كامل، وفي عام 1995، انشق الأخوة مع زوجاتهم إلى عمّان. وبعد أقل من عام، سمح لهم صدام حسين بالعودة إلى العراق، واعدًا إياهم بالعفو، ولكن عند وصولهم، أمر الرجال بتطليق بناته، وتم قتلهم بعد 3 أيام. وظهرت العديد من النظريات حول أسباب انشقاق الإخوة كامل عن نظام صدام، وقال العاهل الأردني الملك عبد الله في كتابه، إنه بسبب اشتباك وقع مع عدي نجل صدام حسين، مضيفًا أنه تكهن بأن كامل اعتقد خطأً أن الغرب احتضنه، وكان من شأن هذا الاحتضان أن يجعل الولاياتالمتحدة تساعده في جعله زعيمًا للعراق. وأشارت رغد، التي وضعت نسختها الخاصة من القصة في كتاب هي تكتبه حاليًا، "لقد كان وقتًا صعبا جدًا بالنسبة لي، لقد وجدت نفسي عالقة بين عائلتين، والدي وأخوتي على جانب واحد، وزوجي وأطفالي من جهة أخرى"، لافتة إلى أنها خسرت علاقتها مع والدها، عقب مقتل كامل. وأكدت رغد أن آخر لقاء جمعها مع صدام حسين، كان داخل منزل الأسرة، قبل أيام من الغزو الأمريكي، حيث كان يطالبهم بأن يكونوا أقوياء، في حالة إذا حدث قصف أمريكي على البلاد. وقالت إنها لاذت بالفرار إلى الأردن عام 2003، حيث لقيت استقبالاً حافلاً من الأسرة الحاكمة هناك، مشيرة إلى أنها لن تعود إلى بلادها مرة أخرى، لاسيما وأنها تأقلمت مع الوضع الجديد منذ سنوات. وتعيش رغد حياة مريحة في الأردن، حيث تقضي الكثير من الوقت مع أطفالها وصديقاتها، ولكنها قالت إنها تتشوق لمنزلها في العراق، وقالت إنها ترغب في العودة في حالة "دخل العراق مرحلة معتدلة، بعيدًا عن هاجس الكراهية والانتقام".