تفاوتت المواقف داخل الجيش السوري الحر من اقتراح المبعوث الدولي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي القاضي بوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى الأسبوع المقبل، وهو اقتراح أبدى النظام السوري والمجلس الوطني المعارض استعدادا لبحثه شرط أن يحترمه الطرف الآخر. وقال العقيد مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر إن الأخير يوافق بشكل مبدئي على أي هدنة لوقف النار والقتل لكن بوجود ضمانات حقيقية، وألا تكون هذه الهدنة فرصة للجيش النظامي لزيادة وتيرة القتل. وأضاف أنهم متوجسون من أي مبادرة لوقف النار بسبب تجارب الجيش النظامي السابقة في خرق الهدنات، وخصوصا تلك التي تضمنتها مبادرة قدمها سلف الإبراهيمي كوفي عنان، حيث كان جيش النظام يخرقها يوميا تحت أعين عشرات المراقبين الأجانب ويتهم الجيش الحر بهذه الخروقات. وختم الكردي بأن مبادرة الإبراهيمي لم تصلهم بعد بشكل رسمي وسمعوا عنها فقط في الإعلام، مؤكدا عدم التنسيق مع المجلس الوطني السوري في موضوع الهدنة التي لن يصدر عنه موقف واضح وصريح قبل استلامها. وقالت تقارير إن “لواء الفتح”، وهو ثاني أكبر الأولوية المقاتلة في حلب، أعلن رفضه المطلق لأي هدنة قد “تفك الخناق” عن الجيش النظامي المحاصر في جبهات عدة. وأكد القادة الميدانيون أن سوابق النظام باستغلال الهدنات للتغول في القتل والتدمير تؤكد صوابية موقفهم، كما ناشدت الكتائب المقاتلة قيادة الجيش الحر والمجلس الوطني برفض الهدنة. وكان رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا رحب بدعوة الإبراهيمي. وقال “نرحب بأي وقف للقتل، ونعتقد أن الدعوة موجهة بالدرجة الأولى إلى النظام الذي يقوم بقصف المدن والبلدات السورية”. ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن نجاح أي مبادرة يتطلب تجاوب الطرفين، واعتبر أن الجانب السوري مهتم بالبحث في هذا الطرح، “ونتطلع إلى لقاء السيد الإبراهيمي لنرى ما هو موقف الدول النافذة الأخرى التي أجرى محادثات فيها خلال جولته”. وتساءل عن إمكانية أن تضغط هذه الدول على “المجموعات المسلحة التي تستضيفها وتمولها وتسلحها” لكي تلتزم بوقف إطلاق النار هذا. ومن جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في اجتماع اليوم بباريس مع ممثلي المجالس الثورية المدنية التي تسيطر على مناطق في شمال سوريا، إن باريس تستمع لممثلي المجالس لمعرفة احتياجاتهم استعدادا لمرحلة ما بعد الأسد. وأشار الوزير الفرنسي إلى مساعدة بلاده المالية ل15 مجلسا ثوريا مدنيا خلال الأشهر الماضية. من ناحية أخرى، بحث الإبراهيمي أمس ببيروت مع المسؤولين اللبنانيين الأزمة السورية التي انعكست على لبنان اشتباكات مسلحة بين مؤيدين ومعارضين للنظام، خصوصا في مدينة طرابلس (شمال)، راح ضحيتها قتلى وجرحى. وتأتي زيارة بيروت، التي لم تكن معلنة، ضمن جولة للإبراهيمي في المنطقة حملته إلى السعودية وتركيا وإيران ومصر، وخصصت للبحث في سبل التوصل لإنهاء النزاع في سوريا المستمر منذ عشرين شهرا. من ناحية أخرى، اقترح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إجراء محادثات ثلاثية تضم البلدين ومصر بشأن الأزمة السورية. ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان أنه اقترح منظومة ثلاثية قد تتألف من تركيا ومصر وإيران، وأضاف أن هناك منظومة ثانية قد تتكون من تركيا وروسيا وإيران، وثمة منظومة ثالثة قد تضم تركيا ومصر والسعودية. وتأتي المبادرة التركية لتجاوز معارضة السعودية لمشاركة إيران في محادثات رباعية دعت إليها مصر في وقت سابق. وفي تطور آخر، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن عملية عسكرية على سوريا، لمنع سقوط الأسلحة الكيميائية التي يملكها نظام الرئيس بشار الأسد في أيدي من وصفها ب”الجماعات المتشددة”. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية في موقعها على الإنترنت أن نتنياهو أكد -خلال استقباله سفراء دول الاتحاد الأوروبي- بأن إسرائيل تدرس شن هذه الحرب إذا وقعت الأسلحة الكيميائية في أيدي منظمات “إرهابية”.