^ فرمسا تحاول "استثمار" اعتراف هولاند بأحداث 17 أكتوبر أنس. ج قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، "إن الجزائريين لا يريدون من زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الجزائر رحلة إلى الماضي" في إشارة إلى مطلب الاعتذار الرسمي عن جرائم الاستعمار، مضيفا: "إن أصدقاءنا الجزائريين لا يريدون الاكتفاء بمعاهدة الصداقة بين فرنساوالجزائر، ولكن شراكة إستراتيجية". أملا في توقيع "شراكة رفيعة المستوى" مع الجزائر. وقال فابيوس أمس الأحد لإذاعة أوروبا 1، إنه ستتم في الزيارة إثارة العديد من القضايا، بما في ذلك مسألة العقارات الفرنسية في الجزائر، وحركة التنقل بين البلدين، وفتح المدارس"، وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن البلدين خططا لتحقيق شراكة جديدة على مستوى عال جدا والتي يمكن أن يتم التوقيع عليها خلال زيارة الرئيس الفرنسي الجزائر، نهاية السنة ". وفي حديث نشرته الأحد صحيفة "جورنال دو ديمانش" أعرب وزير قدامى المحاربين الفرنسي عبد القادر عريف من جهته عن "الأمل" في أن يحمل الاتفاق "اسم معاهدة صداقة". غير أن فابيوس قال "أظن أن هذا المفهوم ليس واردا". يذكر أن الاتصالات بين البلدين قد تكثفت خاصة بعد انتخاب الرئيس الجديد فرنسوا هولاند والذي رأت الجزائر أنه يعمل بطريقة مختلفة عن سلفه ساركوزي الذي لم يمر التيار بينه وبين الجزائر منذ انتخابه، وهنا يظهر جليا أن هولاند يخاطب الجزائر باللغة التي تفهمها سواء في قضايا الذاكرة أو العلاقات الاقتصادية أو حتى الأزمات الإقليمية كأزمة مالي التي تشكل هاجسا مشتركا للبلدين، حيث رفض هولاند في هذه المسألة أن يعطي كما قال دروسا للجزائر في مكافحة الإرهاب وشدد على دورها المركزي في أي تدخل عسكري في هذا البلد، ما قابلته الجزائر بمرونة كبيرة مؤخرا، حيث انفتحت على خيار التدخل العسكري في مالي شريطة توفر بعض الضمانات من أهمها التفريق بين الجماعات الإرهابية والانفصاليين الطوارق. وكان لهولاند والمقربين منه زيارات متعددة إلى الجزائر قبل وصوله إلى كرسي الإليزيه، كما أوفد مقربين منه لفتح قنوات اتصال مع الجزائر أثناء الحملة الانتخابية وبين الدور الأول والثاني للانتخابات الرئاسية، وتربط هولاند علاقات صداقة مع عدة شخصيات جزائرية وعلى رأسهم الأمين العام لجبهة التحرير الوطني عبد العزيز بخادم. وبرأي متابعين لواقع العلاقات الجزائرية الفرنسية، فإن تزامن خرجة مسؤول الدبلوماسية الفرنسية مع الحوار الإستراتيجي بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية المنعقد نهاية الأسبوع توحي بما لا يدع مجالا للشك بأن الفرنسيين على دراية بالمنافسة الشرسة التي تشكلها الولاياتالمتحدةالأمريكيةلفرنسا في الجزائر، فضلا عن الصين، ما دفع برأي المحللين، فابيوس إلى رفع سقف الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للجزائر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خاصة أنها تأتي غداة خطوة محتشمة في مجال الذاكرة في انتظار اتضاح مغزى الرحلة إلى الماضي التي تحدث عنها فابيوس نيابة عن الجزائر، وكذا الموقف الجزائري من تصريحات الوزير الفرنسي.