كشف وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن زيارة فرانسوا هولاند المرتقبة إلى الجزائر لن تحمل أي جديد بشأن ملف الاعتذار عن جرائم الاستعمار، فيما قال وزير قدامى المحاربين أن باريس تنتظر هي الأخرى خطوات من الجزائر تجاه الحركى الممنوعون من دخول البلاد. وقال فابيوس في حوار لإذاعة أوروبا 1 أن "زيارة الرئيس الفرنسي لا تعد مناسبة لتقديم اعتذار من فرنسا على تاريخها الاستعماري، حيث قال "الجزائريون لا يفضلون أبدا العودة إلى الماضي ". من جهته أعلن وزير قدامى المحاربين الفرنسي عبد القادر عريف بشأن تاريخ فرنساوالجزائر والجزائريين المقيمين في فرنسا في عهد الاستعمار، أنها "ليست قضية توبة" بل "النظر إلى التاريخ بطريقة عادلة"، وأوضح عريف في حوار نشرته صحيفة جورنال دو دينمانش "أن ذاكرتنا تؤلمنا، ويجب أن ننظر إلى تاريخنا بطريق عادلة وأكثر شفافية وهدوء لتجاوز الآلام التي ما زالت على ضفتي المتوسط" داعيا إلى "النظر إلى التاريخ في شكل مباشر". وأضاف عريف وهو من أبناء الحركى أن تصريحات الرئيس "ليست توبة ولا ندما"، و"مع الجزائر علينا طي الصفحة سويا وهذا يعني أن يتمكن الجزائريون أيضا من أن يخطوا بعض الخطوات". وردا على سؤال حول "الاعتذار" الذي تنتظره السلطات الجزائرية عن الجرائم المرتكبة خلال حرب التحرير في الجزائر أقر الوزير بأن "هناك فعلا جزائريين يرغبون في ذلك" لكنه أضاف "أن القضية ليست في التعبير عن الندم بل في الاعتراف بالأمور من هذا الجانب والآخر". وبشأن الخطوات المرتقبة من الجزائر في فرنسا تحدث عريف عن استحالة "زيارة مواطنينا الحركيين لبلاد أجدادهم" و"دفنهم هناك" وهو ما اعتبره أمرا غير مقبول لكنه نوه بإرادة انفتاح من أصدقائنا الجزائريين في هذا الصدد". وبشأن زيارة هولاند للجزائر في ديسمبر أوضح الوزير أن هدفها هو "أن نناقش مع الجزائريين ضرورة استقرار منطقة الساحل بشكل عاجل والانطلاق في فضاء مبادلات إقليمية بعد فشل الاتحاد المتوسطي وتوقيع معاهدة فرنسية جزائرية"، معربا عن "الأمل في أن تحمل اسم معاهدة صداقة". من جهته كشف لوران فابيوس أن السلطات الجزائرية أبلغته رفضها معاهدة صداقة بين البلدين، بل تريد تحقيق شراكة استراتيجية مع الجزائر وذلك بمناسبة زيارة رئيسها فرونسوا هولاند للجزائر في ديسمبر القادم، وأوضح "أصدقاؤنا الجزائريون لا يفضلون هذا النوع من الإجراءات القانونية بل يريدون شراكة استراتيجية معنا وهي نفس الرغبة التي نتقاسمها معهم. وبشأن الموقف الجزائري من أزمة مالي قال فابيوس أن الجزائروفرنسا متفقين على مبدأ احترام سيادة الدول، غير أن الجزائر أيضا التي عانت سنوات من الإرهاب ترفض أن يمتد إليها خطر الإرهاب، سيما وأن مالي انتهكت سيادتها من قبل المتمردين.