قال عضو لجنة تحكيم مسابقة “أمير الشعراء” الإماراتية، الدكتور عبد المالك مرتاض، إن التصويت عن طريق الرسائل القصيرة “آس آم آس” هو المعيار الأساسي لمنح التتويج لأي شاعر مترشح، وذلك بصرف النظر عن مستواه الحقيقي، مما يفرض إقصاء شعراء ممتازين بسبب تراجع نسب التصويت، وهو ما حدث بالنسبة للكثير من المتسابقين الجزائريين الذين شاركوا في المسابقة وتبين ذلك من خلالها مستواهم الجيد وفقا لتقييم لجنة التحكيم. وقال مرتاض في حديث ل” البلاد” إن التصويت الذي يقوم به الجمهور يكون مجحفا ولا يخدم المتسابقين، مضيفا “هذه هي قواعد اللعبة المتعارف عليها”. وقال إن ذلك راجع إلى عدم وجود سلوك ثقافي في الجزائر في جميع المستويات من شأنه أن يخدم ممثلي هذا البلد في الكثير من المسابقات الدولية خاصة الأدبية منها، فنلاحظ مثلا أن للجزائريين حضورا قويا في التصويت على عارضات الأزياء والراقصات في “ستار أكاديمي”، بينما لا يهتمون بمسابقات الأدب. في السياق ذاته، يرى مرتاض أن التصويت سلاح ذو حدين بالنسبة لأي متسابق، فحده السلبي يتمثل في كونه قد لا ينصف موهبة الشاعر بسبب تراجع نسبه، والإيجابي أنه يشجع أقرباء المتسابق ومحيطه للتنافس على التصويت، موضحا “أتذكر عندما كنت عضوا في لجنة تحكيم الجائزة في دورة 2008، اتصلت بالروائي أمين الزاوي الذي كان حينها على رأس المكتبة الوطنية وطلبت منه أن يجري اتصالات مع اتحاد الكتاب ووزارة الثقافة قصد دعم أحد المشاركين الجزائريين مثلما تفعل باقي الدول لدعم ممثليها في المسابقة.. أعتقد أنه كان الشاعر رابح ظريف وقتها، غير أن محاولاتي لم تؤت أكلها والمتسابق لم يفز رغم موهبته وعلاماته الممتازة التي منحتها له لجنة التحكيم”. وعن المتنافس الموريتاني سيدي أحمد ولد بمبا الذي فاز باللقب سنة 2008، قال مرتاض إن مستواه لم يكن مناسبا لتتويجه وفقا لتقدير لجنة التحكيم، غير أن التصويت كان في صالحه، مضيفا “يبدو أن التصويت لم يكن من موريتانيا فقط التي شهدت انقلابا عسكريا آنذلك.. بل أعتقد أن هناك دولة من الخليج استعان بها المتنافس فصوتت له وساعدته على الفوز”. من ناحية أخرى، تحدث الدكتور عبد المالك مرتاض عن المشاركة الجزائرية في الدورة الجديدة للمسابقة، وقال إن إدارة “أمير الشعراء” لم تتصل به بعد لاختياره عضوا في لجنة التحكيم مرة أخرى، وهو الذي حكم لمدة أربعة مواسم متتالية، موضحا أن المشاركة لا تعني شيئا إذا لم يكن التصويت بكثافة لصالح المتنافس”، وفق تعبيره.