أيمن. س/ وكالات منح الأمريكيون الرئيس باراك أوباما ولاية ثانية رغم ضعف الانتعاش الاقتصادي وارتفاع معدل البطالة في البلاد، ورفضوا السير مع المرشح الجمهوري ميت رومني، متجاهلين الوعود التي قطعها لتغيير الوضع القائم. وقال أوباما في تغريدة على موقع التدوين الشهير “تويتر” لأنصاره إن “فوزي جاء بفضلكم، شكراً لكم”. وعقب أوباما على تغريدته الأولى بثانية قال فيها “نحن جميعاً معا، هكذا خضنا الحملة وهذا ما نحن عليه. شكراً. ب.أ”. والحرفان “ب.أ” هما الأولان من اسمه لتأكيد صدورها عنه شخصيا. وفي تغريدة ثالثة، كتب الرئيس “4 سنوات جديدة”، وأرفقها بصورة له مع زوجته ميشال، وذلك في الوقت الذي كانت فيه شبكات التلفزة تعلن فوزه بولاية ثانية. ولم ينجح أي رئيس ديمقراطي في الاحتفاظ بالرئاسة لولايتين متعاقبتين منذ الحرب العالمية الثانية، باستثناء بيل كلينتون. وحقق أوباما فوزا كبيرا على رومني بحصوله على 303 أصوات من الناخبين الكبار في المجمع الانتخابي مقابل 206 لرومني. ولكن بالنسبة للتصويت الشعبي فإن الفارق يضيق بين المرشحيْن حيث تشير النتائج إلى أن أوباما وبعد فرز 93 بالمائة من الأصوات حصل على 57.6 مليونا أي 50 بالمائة فيما انتخب رومني 55.7 مليونا أي ما نسبته 48 بالمائة. وحقق أوباما انتصارات قوية في سبع من الولايات التسع الحاسمة في مقدمتها أوهايو وشهدت ولايات أخرى معارك ساخنة كفرجينيا ونيفادا وأيوا وكولورادو ونيو هامبشر وكولورادو. فيما اكتفى رومني بولاية شمال كارولاينا. وذكرت شبكات التلفزة الأمريكية أن أوباما حقق فوزا محدودا في أوهايو وويسكونسن وأيوا وبنسيلفانيا ونيوهامبشير وهي ولايات نافسه عليها رومني بشدة. وفي البداية أخر رومني قليلا اعترافه بالهزيمة حين شكك بعض الجمهوريين بفوز أوباما في أوهايو رغم تأكيد كل خبراء الانتخابات في جميع شبكات التلفزيون الكبرى على إعلانه رئيسا لفترة ثانية. لكن حين أُضيفت كلورادو وفرجينا لصالح أوباما طبقا لتوقعات شبكات التلفزة لم يعد بإمكان رومني الحصول على عدد الأصوات المطلوبة في المجمع الانتخابي حتى لو أعيد النظر في نتائج أوهايو. أما فلوريدا الولاية التي توقفت عملية تعداد الأصوات فيها خلال الليل لم تعلن حتى الآن نتائج الانتخابات ولم يتضح بعد هوية الفائز فيها، حتى بعد مرور وقت طويل على إقرار رومني بخسارته. ويذكر هذا الوضع بما حصل في عام 2000 خلال الانتخابات بين الجمهوري جورج بوش والديمقراطي آل غور، حيث أعلن في نهاية المطاف بقرار قضائي فوز بوش بعد أكثر من شهر على الانتخابات. غير أن التأخير هذه السنة لن تكون له النتائج ذاتها إذ حقق أوباما فوزا كبيرا على رومني قبل إعلان نتائج فلوريدا، ضامنا بقاءه في البيت الأبيض لولاية جديدة. وبحسب فرز نحو 98 بالمائة من الأصوات الذي أعلن على موقع ولاية فلوريدا الإلكتروني، فإن أوباما يتقدم حتى الآن ب49.85 بالمائة من الأصوات مقابل 49.29 بالمائة لرومني. من ناحية أخرى، شكا الناخبون الأمريكيون بعد انتهاء الاقتراع من التفاوت في تطبيق قوانين بطاقات الهوية بينما تسببت الطوابير الطويلة أمام لجان التصويت ومراكز التصويت المؤقتة التي أقيمت في نيويورك ونيوجيرسي بسبب العاصفة ساندي في إرباكهم. وفي أوهايو شكا كثيرون من اضطرارهم للتصويت على أوراق احتياطية لأن أسماءهم لم تظهر على قوائم الناخبين. ومن المفارقات في هذه الانتخابات أن الحملتين ركزتا على نقاط ضعف أوباما ورمني دون نقاط قوتهما، حيث أصر الديمقراطيون على جعل الانتخابات استفتاء على رؤية أوباما الاقتصادية، وخصوصا أن أوباما حقق نصرا لم يسبقه له سوى الرئيس فرانكلين روزفلت الذي أعيد انتخابه عام 1930 وكانت نسبة البطالة مرتفعة كما هي اليوم (7.9 بالمائة). ترحيب دولي واسع بإعادة انتخاب الرئيس الأمريكي إسرائيل، فرنسا، مصر، فلسطين.. أول مهنئي أوباما توالت ردود الفعل الدولية المرحبة بإعادة انتخاب الرئيس الأميركي باراك أوباما لولاية ثانية بعد فوزه على منافسه المرشح الجمهوري ميت رومني في الانتخابات التي أعلنت نتائجها صباح أمس. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون أنه يتطلع للعمل مجددا مع “صديقه” باراك أوباما بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية. وكتب كاميرون في حسابه على موقع تويتر “أحر التهاني لصديقي باراك أوباما. أتطلع لمواصلة العمل معا”. كما هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند نظيره الأميركي باراك أوباما بإعادة انتخابه، ورحب “بالخيار الواضح” من أجل “أمريكا منفتحة ومتضامنة وملتزمة بالكامل على الساحة الدولية”. وهنأ الرئيس الألماني يواخيم جاوك الرئيس أوباما بفوزه في فترة رئاسية ثانية. كما هنأ الاتحاد الأوروبي الرئيس الأمريكي على فوزه متمنيا أن يعمل الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة على “تعزيز علاقاتهما الثنائية” و”مواجهة التحديات العالمية معا خصوصا في مجالي الأمن والاقتصاد”. كما هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، أوباما على فوزه بفترة رئاسة ثانية. وأكد راسموسن -في بيان- الارتباط المهم بين أوروبا وأميركا الشمالية من أجل السلام والأمن. وهنأت كل من الهند والصين الرئيس أوباما بإعادة انتخابه، وأرسلت قيادات البلدين برقيات تهنئة لأوباما بهذه المناسبة. وعلى المستوى العربي قالت الرئاسة المصرية إنها تأمل أن تكون إعادة انتخاب أوباما لمصلحة كل من الشعبين الأميركي والمصري. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي “نهنئ الشعب الأميركي على اختياره في الانتخابات ونتمنى أن تحقق الإدارة الأميركية الجديدة مصالح الشعبين”. وتابع “سيبعث سيادة الرئيس محمد مرسي برقية تهنئة للرئيس أوباما اليوم”. كما هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس أوباما بإعادة انتخابه وعبر عن أمله في أن يواصل جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. وفي المقابل هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي بإعادة انتخابه، وقال إن التحالف الإستراتيجي بين بلديهما “أقوى مما كان عليه من قبل”. أ. س/ وكالات *** فوز أوباما يعبر عن الرفض لأفكار “عهد ريغان” تشديد الخناق على المهاجرين.. سبب هزيمة رومني قالت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس، إن انتصار أوباما “ليس علامة على أن أمة مفككة توحدت أخيرا يوم الانتخابات”، بل هو “قبول قوي بسياسات اقتصادية تشدد على أهمية توفير الوظائف وإصلاح الرعاية الصحية وزيادة الضرائب والخفض المتوازن لعجز الميزانية”. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها عقب إعلان فوز أوباما بفترة رئاسية ثانية أن هذا الانتصار يشير أيضا إلى “القبول الواسع بالسياسات المعتدلة تجاه الهجرة والإجهاض.. إنها رفض لأفكار عهد ريغان حول خفض الضرائب، وحرية السوق المتوحشة، وسياسة الخوف وعدم التسامح والخداع”. وأشارت إلى أن انتصار الرئيس اعتمد كثيرا على حزام وسط الغرب مثل ولاية أوهايو حيث أثبت الإنقاذ المالي لصناعة السيارات -الذي ابتدعه أوباما وعارضه المرشح الجمهوري ميت رومني- أنه وجد ترحيبا شعبيا كبيرا. وذكرت الصحيفة أنه وبمعنى أوسع، يبدو أن الناخبين بوسط الغرب يتبنون حجة الرئيس أوباما بأن للحكومة دورا هاما في توفير الوظائف بالقطاع الخاص وتعزيز مكانة الاقتصاد، ويرفضون موقف رومني الداعي إلى أن ترفع واشنطن يدها عن هذه الأمور وتدع السوق الحرة تُعمل إرادتها. وقالت لقد اتضح الآن أن رومني اتخذ قرارا قاتلا خلال الانتخابات الأولية داخل صفوف الحزب الجمهوري بتبنيه خطا متشددا ضد الهجرة، الأمر الذي ألب ضده الناخبين من أصول لاتينية. وذكرت أن ثلث الناخبين فقط يوافقون على ترحيل جميع المهاجرين بشكل غير قانوني، بينما يوافق الثلثان الآخران على إيجاد مخارج لهم ليصبحوا مهاجرين شرعيين. وقالت إن موقف الجمهوريين من الهجرة سيكلفهم كثيرا. من ناحية أخرى، تناولت الصحيفة انقسامات الناخبين من حيث الدخل المالي، الجنس والعمر والعرق والدين، وقالت إن الأغنياء والرجال البيض صوتوا لرومني، بينما صوت الفقراء والأفارقة واللاتينيون بأغلبية كبيرة لصالح أوباما. كما صوت لرومني من يعارضون الإجهاض ويدعمون الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين، وقالت إن هذه المواقف لم تعد تجد قبولا لدى الغالبية في الولاياتالمتحدة.