وجّه عدد من عائلات الحرافة الجزائريين الذين قضوا في بحر إيجة بتركيا في شهر جانفي الماضي رسالة إلى وزارة الخارجية للتدخل من أجل استرجاع رفات ذويهم· وكشف مصدر دبلوماسي ل''البلاد'' أمس، ذو صلة بالملف، أن العائلات باتت شبه متأكدة من فقدان أبنائها خلال رحلة سرية من مدينة أزمير إلى اليونان عبر بحر إيجة وقال المصدر ''إن العائلات كانت في اتصال دائم مع ذويها لكن الاتصال انقطع يوم إقلاعهم من أزمير للاتجاه إلى أحد المدن اليونانية'' حسب ما نقلته إحدى العائلات للوزارة·وأكدت مصادر متطابقة ما تداولته مصادر إعلامية تركية في وقت سابق ''ترحيل السلطات التركية لرفات جزائريين قضوا في بحر إيجة في محاولة لدخولهم التراب اليونان بطريقة سرية'' وقالت المصادر إن ''عائلات مهاجرين إثنين سافرت إلى أزمير واسترجعت رفات ذويها وهما مهاجران ينحدران من ولاية تيارت سافرا إلى تركيا بطريقة شرعية قبل أن يقررا دخول اليونان سرا من أجل الوصول بنفس الطريقة إلى أحد الدول الأوروبية· وتوجهت عائلات الضحايا إلى مصالح الأمن من أجل الإبلاغ عن فقدان ذويهم وقال مصدر أمني ل''البلاد'' أن السلطات التركية بعثت صورا ل22 جزائريا قضوا في بحر إيجة في الجهة الغربية من شبه جزيرة الأناضول، من أجل إظهارها لعائلاتهم قصد التعرف عليهم· وكشف المصدر أن سفارة الجزائر بتركيا أبلغت وزارة الخارجية ومختلف المصالح الأمنية بدفن السلطات التركية لجثث 22 حرافا جزائريا عثرت عليهم في عرض بحر إيجة خلال عملية تفتيش في شواطئ مدينة أزمير ورجحت مصادر أن عدد الحرافة الجزائريين يتجاوز 22 بالنظر إلى عدم عرض السلطات التركية لكل صور الضحايا، حيث لم تجد بعض العائلات صورا لذويها ضمن الصور المعروضة· وطالب عدد من عائلات المفقدين السلطات التركية والجزائرية بالبحث عن ذويها وفتح تحقيق في القضية· وكشفت إحدى العائلات حسب مصادرنا أن شبكة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين يقودها مهاجر يحمل الجنسية السورية وراء عملية محاولة ترحيل الحرافة الجزائريين نحو اليونان· وحسب ما توفر من معلومات، فإن الرعية السورية تترك الحرافة في عرض البحر بعد أن يترك لهم زمام أمور قيادة القارب مقابل دفع مبالغ ضخمة تتجاوز 1000 أورو ورجحت مصادر مقربة من العائلات أن يكون الحرافة قضوا لعدم تحكمهم في قيادة القارب· ويموت عشرات الجزائريين في البحر وتم إحصاء أكثر من2300جزائري تم إنقاذهم وهم في عرض البحر أو أوقفوا في السواحل الجزائرية منذ 3 سنوات ورحّلت السلطات الإسبانية أكثر من 450 جزائريا من إسبانيا صوب الجزائر وتمكنت مصالح حرس السواحل من إغاثتهم وإيداعهم في مراكز اعتقال خاصة، قبل أن تصدر في حقهم أحكام قضائية بالترحيل