أقر “البرلمان” الفرنسي ال 19 مارس يوما وطنيا لإحياء ذكرى الضحايا “العسكريين والمدنيين” ل”حرب الجزائر”. وأثار طرح القانون التي تقدم به “الاشتراكيون” على “البرلمان”؛ نقاشات حامية على خلفية جدل حول الماضي الاستعماري لفرنسا. ويأتي التصويت، في وقت أثيرت مجددا مسألة مسؤولية فرنسا وجرائمها خلال حرب الجزائر قبل بضعة أسابيع من زيارة الرئيس الفرنسي “فرنسوا هولاند” إلى العاصمة الجزائرية. وتم إقرار مشروع القانون في “مجلس الشيوخ”، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية، بأكثرية 181 صوتا ضد 155. وأعلن “اليسار” تأييده للقانون وعارضه “اليمين” إثر نقاشات محتدمة. وبعد إقراره في الجمعية الوطنية في جانفي 2002 وبالصياغة نفسها، تم إقرار مشروع القانون نهائيا بعد التصويت عليه في “مجلس الشيوخ” الذي قاله أعضاؤه من “اليمين المتطرف” إنهم سيطعنون في القانون بداية من الجمعة “أمس”، أمام المجلس الدستوري؛ منددين بما اعتبروه “تشويشا ديمقراطيا”. ويحدد القانون الوارد في فصلين مقتضبين، ال 19 مارس يوما لإحياء “ذكرى الضحايا المدنيين والعسكريين في حرب الجزائر والمعارك في تونس والمغرب”. وأثار إدراجه على جدول أعمال “مجلس الشيوخ” بعد عشرة أعوام على إقراره في الجمعية الوطنية، نقاشا حادا تخلله أحيانا انفعال كبير على خلفية جدل حول الماضي الاستعماري لفرنسا. وأعرب الكثير من نواب “اليسار” عن “قلقهم” من غياب توافق على تاريخ ال 19 مارس الذي يعتبر لدى العديد من قدامى المحاربين “تاريخ هزيمة”. ودافع “اليسار” عن نص يجمع ويكرم كل ضحايا “النزاع”، في حين ندد “اليمين” بنص تقسيمي واتهم “اليسار” بالتلاعب بالتاريخ قبيل سفر الرئيس “فرنسوا هولاند” الشهر المقبل إلى الجزائر. وقالت السيناتورة “جويل غاريو-ميلام” إن “رئيس الجمهورية سيزور الشهر المقبل الجزائر، يبدو أن الدفع بالقانون هدفه استخدامه دبلوماسيا” خلال الزيارة. من ناحية أخرى، لم تعتبر السلطات الفرنسية الثورة التحريرية التي أعادت استقلال الجزائر، حربا إلا سنة 1999 وكانت قبل ذلك تشير إليها بمجرد “أحداث الجزائر”. واعتبر الرئيس بوتفليقة عقب تولي “هولاند” الرئاسة أن “وحدها قراءة موضوعية للتاريخ” يمكن أن تتيح للجزائر وفرنسا تجاوز آثار الماضي الأليم”، بينما قال الرئيس الفرنسي الذي سيزور قريبا الجزائر، قبل انتخابه إنه “بين ندم لم يتم التعبير عنه أبدا وتناسي مدان بالضرورة، هناك مكان لنظرة هادئة ومسؤولة لماضينا الاستعماري ولخطوة واثقة باتجاه المستقبل”، على حد تعبيره.