تتجه الأمور داخل بيت حزب جبهة التحرير الوطني بالمسيلة نحو الانفراج بعد الأزمة العالقة منذ المؤتمر الثامن للحزب. وذكرت أوساط من محيط محافظة أفلان المسيلة أن الاجتماع الأخير لمبعوث الأمين العام للحزب، مصطفى معزوزي، استطاع أن يحرك المياه الراكدة على الرغم من تراكمات الأزمة التي عمّرت طويلا في صفوف الحزب العتيد بالمسيلة، كما نجح في إعادة لم شمل الإخوة الفرقاء بالجلوس جنبا إلى جنب. وأضافت مصادر ل''البلاد'' أن النتائج التي حققها مبعوث بلخادم إلى المسيلة، جاءت نتيجة للحراك المشهود داخل الأفلان، خاصة وأن الحزب على مشارف عقد مؤتمره التاسع. وأمهل معزوزي مناضلي الجبهة بالمسيلة نهاية الشهر الجاري لعقد الجمعية العامة لانتخاب أعضاء مكتب المحافظة، محملا المسؤولية للجميع في تسوية الوضعية وفق الآجال المتوصل إليها في الاجتماع الأخير الذي جمعه بمناضلي وكوادر الحزب بعاصمة الحضنة. معزوزي وخلال اجتماعه بأعضاء الهيئة التنفيذية والمجلس الشعبي الوطني ونواب الحزب وكذا أعضاء المجلس الشعبي الولائي، أكد على أن لغة الحوار والتشاور والاستشارة هي الحل الوحيد لتجاوز الأزمة، مشددا على ضرورة تجاوز الخلافات الشخصية بين المناضلين. في ذات السياق، أوضح المتحدث أن ''الحزب لا يعيش أي أزمة في المسيلة بقدر ما طغت الخلافات الشخصية والأنانية على جوهر الصراع الذي شهدت المحافظة بعض من فصوله في وقت سابق، ومحاولة فرض منطق الأحادية والتسلط من قبل جهات غذت الشرخ الموجود''. ولم يتحرج معزوزي في إلصاق تهمة بث الفرقة بين مناضلي الأفلان بالمسيلة لأحزاب سياسية لم يسمها، مؤكدا أن تلك الأطراف ''لا تريد الخير للحزب وترغب الإبقاء عليه في مستنقع الاستقرار وهو ما يخدمها في المحطات والاستحقاقات المقبلة''، على حد تعبيره. من جهة ثانية، أجمع أعضاء المجلس الوطني ونواب الحزب والمنتخبين المحليين، على ضرورة عقد الجمعية العامة لانتخاب أعضاء المحافظة والفصل نهائيا في مسألة التمثيل وأن تمسك أغلبية الإطارات والمناضلين وأمناء القسمات والمنتخبين المحليين على ضرورة ''حل اللجنة الانتقالية''، باعتبارها تشكل الجزء الأكبر في معادلة الأزمة، بعد فشلها الذريع في إدارة وتسيير شؤون الحزب العتيد بالمسيلة، خاصة بعد الخسارة الكبيرة التي مني بها الأفلان في الانتخابات المحلية الماضية، حيث خسر الأفلان أكثر من ثلاثين مجلسا ولائيا، بالإضافة إلى قلعة وتراجعه أمام الغريمين الأرندي وحمس، وكذا إقصاء كفاءات وإطارات كان بإمكانها قلب الموازين حتى ولو كان ذلك بتآمر من إطارات الحزب، حيث هجرت الكفاءات والإطارات إلى أحزاب أخرى والى القوائم الحرة على غرار ماحدث في مفرة وونوغة والمعاضيد وبن سرور وتمسك إطارات الحزب العتيد بالمسيلة بالذهاب إلى خيار انتخاب أعضاء مكتب المحافظة حسب الاتحادات التسع سابقا، حيث ينتخب عن كل اتحادية ممثل في حين يتم تعيين شاب وامرأة بالنظر للمعايير المعروفة، حيث تمكن من تجاوز أزمة التمثيل ويبقى الصراع في عاصمة الولاية بالنظر للخصوصية العروشية، حيث يوجد جناحان، جناح يقوده رئيس المجلس الشعبي الولائي السابق الأستاذ بختي زكرياء الذي له أغلبية المناضلين وجناح يقوده رئيس اللجنة الانتقالية عبد الله سهيلي بمعية شقيقه عضو الهيئة التنفيذية للحزب.