تتجه أمور حزب جبهة التحرير الوطني في محافظة المسيلة إلى التسوية بعد خمس سنوات من الصراعات والتجاذبات بين مختلف الأجنحة والأطراف، حتى وإن كان جزء كبير منها مجرد مناورات وسيناريوهات مفضوحة للإبقاء على الوضع الانتقالي وهو ما يخدم هذه الأطراف التي يخفيها الصندوق ورسو سفينة الحزب العتيد على بر الأمان بالذهاب إلى جمعية عامة انتخابية مفتوحة وتسوية القسمات العالقة (المسيلة بوسعادة بن سرور ··· إلخ) عن طريق الصندوق، وهي الخطوات التي نجح فيها مصطفى معزوزي مبعوث بلخادم والمشرف على عملية انتخاب أعضاء القسمات وأعضاء محافظة المسيلة في كسب ثقة المناضلين، بالنظر إلى ثقل المسار التاريخي والسياسي والنضالي للرجل، حتى وإن أبدى عدد من المناضلين استياءهم من تصرفات بعض أعضاء اللجنة الانتقالية في ظل الممارسات الإقصائية التي لاتزال مكرسة·وفي لقائه بأعضاء اللجنة الولائية الانتقالية أبدى معزوزي مواقف صارمة من أجل إعادة الانضباط الحزبي والعمل بالقانون الأساسي والنظام الداخلي وأدبيات الجبهة، مؤكدا أنه لا أحد فوق الجميع، بالرغم من محاولات بعض أعضاء اللجنة الانتقالية المناورة في محاولة فرض منطقها، وإن اعترف بثقل المسؤولية وصعوبة المهمة في ظل التراكمات التي عاشتها الجبهة بالمسيلة بعد نكسات متتالية والمهازل التي عاشها الحزب العتيد في الانتخابات المحلية الأخيرة، والضبابية التي سادت عملية اختيار مرشحي الحزب وطغيان العروشية ومنطق الشكارة التي كرست من قبل بعض أعضاء اللجنة الولائية· ومن المسائل التي كان معزوزي حاسما فيها مسألة عودة إطارات الحزب التي ترشحت في قوائم غير الجبهة، حيث أكد أنه لا مجال للخوض في هذه القضية· وطبقا لتعليمات القيادة الوطنية بعد هجرة أو بالأحرى ''تهجير'' عدد من رموز الأفلان بالولاية إلى الأحزاب الأخرى وخاصة إلى الغريم الأرندي، مشددا على ضرورة مواصلة مساعي لمّ الشمل ووحدة صف المناضلين والحفاظ على تماسكه وأن الحزب بحاجة إلى كل أبنائه، ومشيرا إلى أطراف تعمل على تشتيت صفوف المناضلين·وطمأن موفد عبد العزيز بلخادم المناضلين بأن البطاقات ستوزع على المناضلين في القسمات التي تعرف انسدادا وتجاوز مثل هذه الخلافات· وبشأن تسوية القسمات العالقة، قال معزوزي إن الخيار الأمثل هو الاحتكام إلى الصندوق وقال: اسأستنطق الصندوق''·وبرأي مناضلي الحزب فإن مشكلة محافظة المسيلة لا تتعلق أبدا بصراع الأجنحة على خلفية الأزمة التي هزت الجبهة في 4002 بقدر ما تتعلق بأطراف تحاول الاستحواذ على قيادة الحزب لحسابات معروفة تتعلق بالانتخابات سواء المحلية أو التشريعية وقامت بإقصاء المناضلين الأوفياء·