أعلنت مديرية الثقافة لولاية المدية عن تأجيل الدورة الجديدة للملتقى الدولي “الدكتور محمد بن شنب والحداثة”، ليتم تنظيمه ابتداء من ال 17 إلى غاية العشرين فيفري القادم. وبرر المنظمون هذا الأمر ب”متغيرات طارئة” حالت دون تنظيم التظاهرة في وقتها مثلما تقرر سابقا، حيث كان يفترض تنظيمه في ديسمبر القادم، موضحين “كلنا أمل أن يكون هذا التأجيل في صالح الملتقى”. وتتضمن التظاهرة التي ستحتضنها جامعة المدية، ويترأسها الروائي واسيني الأعرج، التطرق إلى مفهوم الحداثة ومشروعها في فكر الدكتور محمد بن أبي شنب، وبيان كيفية تلقي الفكر العربي المعاصر له، إلى جانب الوقوف على حدود وحجم استفادة الفكر العربي منه، دراسة المقاربات الرامية صياغة مشروع حداثي عربي مستقل. أما إشكالية الملتقى فتنطلق من الإجابة على أسئلة تطرح أمام كلّ من يريد أن يقارب مشروع الحداثة كرؤية فلسفية للعالم والإنسان والحياة، خاصة إذا كان للإنسان رؤية فلسفية مغايرة لمنظومة المعرفة الغربية المؤسسة للحداثة في التاريخ الأوروبي، على غرار، ما هو مفهوم العقل العربي لمسألة المرجعية؟ وما موقفه منها؟ ما موقف الفكر العربي الذي يهدف إلى تحديث المجتمع من الأجوبة التي يقدمها مشروع الحداثة الغربي عن الأسئلة النهائية والكلية الخاصة بأسباب وجوده ومسار حياته ومآلها؟ كيف يتفاعل الفكر العربي الداعي إلى التحديث مع الأنساق المعرفية والأخلاقية والجمالية التي تسيّر حياة المجتمع الغربي؟، ثمّ هل قيم الحداثة قيم إنسانية أم أنها ظاهرة تاريخية وجغرافية لا تتجاوز دائرة الحضارة الأوروبية؟ ما هي حدود الاستفادة من الحداثة كرؤية وقيمة وممارسة؟، هل الحداثة تاريخ تقدّم العقل الغربي فحسب أم الوعي الإنساني عامة؟. من ناحية أخرى، يناقش الملتقى التساؤلات التي تتلخص في البحث عن القيمة الحداثية لفكر النهضة العربية الإسلامية في الجزائر في العهد الاستعماري، وطبيعة علاقة الفكر الاستشراقي بالحداثة من ناحية والفكر “الكولونيالي”، وموقع إنجازات ابن شنب ومواقفه وعلاقاته من حركة النهضة في الجزائر والبلاد المغاربية والمشرق العربي وعلاقتها بالحركة الاستشراقية، وما حققته من إضافة منهجية للرؤى الموروثة في الثقافة العربية الإسلامية.