تنظم مديرية الثقافة لولاية المدية، ابتداء من ال10 ديسمبر المقبل، الملتقى الدولي “الدكتور محمد بن شنب والحداثة”، الذي يدخل في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب. وتحمل التظاهرة التي ستحتضنها جامعة المدية، ويترأسها الأديب واسيني الأعرج، إلى جانب كل من ميلود بلحنيش، مديرا، ومحمد بوكراس منسقا أهدافا أهمها، الوقوف عند مفهوم الحداثة ومشروعها في فكرالدكتور محمد بن شنب، وبيان كيفية تلقي الفكر العربي المعاصر له، إلى جانب الوقوف على حدود وحجم استفادة الفكر العربي منه، دراسة المقاربات الرامية صياغة مشروع حداثي عربي مستقل. أما إشكالية الملتقى فتنطلق من الإجابة على أسئلة تطرح أمام كلّ من يريد أن يقارب مشروع الحداثة كرؤية فلسفية للعالم والإنسان والحياة، خاصة إذا كان للإنسان رؤية فلسفية مغايرة لمنظومة المعرفة الغربية المؤسسة للحداثة في التاريخ الأوروبي، على غرار، ما هو مفهوم العقل العربي لمسألة المرجعية؟ وما موقفه منها؟ ما موقف الفكر العربي الذي يهدف إلى تحديث المجتمع من الأجوبة التي يقدمها مشروع الحداثة الغربي عن الأسئلة النهائية والكلية الخاصة بأسباب وجوده ومسار حياته ومآلها؟ كيف يتفاعل الفكر العربي الداعي إلى التحديث مع الأنساق المعرفية والأخلاقية والجمالية التي تسيّر حياة المجتمع الغربي؟، ثمّ هل قيم الحداثة قيم إنسانية أم أنها ظاهرة تاريخية وجغرافية لا تتجاوز دائرة الحضارة الأوروبية؟ ما هي حدود الاستفادة من الحداثة كرؤية وقيمة وممارسة؟، هل الحداثة تاريخ تقدّم العقل الغربي فحسب أم الوعي الإنساني عامة؟.. إضافة إلى مناقشة التساؤلات التي تتلخص في البحث عن القيمة الحداثية لفكر النهضة العربية الإسلامية في الجزائر في العهد الاستعماري، وطبيعة علاقة الفكر الاستشراقي بالحداثة من ناحية والفكر الكولونيالي من ناحية أخرى، وموقع إنجازات ابن شنب ومواقفه وعلاقاته من حركة النهضة في الجزائر والبلاد المغاربية والمشرق العربي علاقتها بالحركة الإستشراقية، وما حققته من إضافة منهجية للرؤى الموروثة في الثقافة العربية الإسلامية.. وتتكون اللجنة العلمية لهذه التظاهرة الدولية الحاملة اسم بن شنب، إلى جانب رئيسها عبد الحميد بورايو، من الأساتذة الطاهر ميلة، عبد العزيز بو الشعير، عبد الرزاق بلعقروز، الطيب ولد العروسي، جمال يحياوي، موسى هصام، جمال كديك.. وقد ارتأى هؤلاء التوقف عند قضايا الحداثة باعتبارها منظومة فكرية تطرح نفسها الأنموذج المثالي والوصفة الوحيدة التي تؤمّن الانعتاق من وضع التخلف والانحطاط، وباعتبارها أيضا نتاجا حضاريا وإرثا إنسانيا عالميا يليق بكل مجتمع أو حضارة تنشد التقدم والتطور. ونظرا لما تزخر به الجزائر من أسماء لامعة تركت أثرا واضحا في نهضتها الحضارية ووثبتها الثقافية، على غرار الرجل الموسوعة الدكتور محمد بن شنب، الذي وهب حياته للعلم والمعرفة فعاش متنقلا بين شتى الحقول المعرفية، البلاغة، المنطق، السير، التاريخ، الثقافة الشعبية، الترجمة، التحقيق، اللسانيات.. سيتمّ التعاطي من خلال هذاالملتقى العلمي مع قضايا الحداثة في وطننا العربي برؤى عديدة واتجاهات مختلفة، بين اتجاه حداثي مطابق للمشروع الغربي، وآخر تقليدي متشبث بالتراث، وثالث توليدي يغترف من قيم التراث وينهل من قيم الحداثة، إلى جانب تسليط الضوء على جهود هذا العالم الكبير في مجال الحداثة، آراؤه، مؤلفاته، مواقفه، عرضا وتحليلا ومدارسة ومقارنة، من خلال مداخلات باحثين وأكاديميين من داخل وخارج الوطن ليأتي كتكملة لسلسلة الملتقيات والندوات التي سنتها مديرية الثقافة لولاية المدية، في محاولة جادة لفتح النقاش العلمي والحوار الحضاري حول قضية المفصلية مازالت تشغل العقل العربي. للإشارة، سيدوم الملتقى الدولي “الدكتور محمد بن شنب والحداثة” ثلاثة أيام متتالية حيث سيختتم في ال12 من شهر ديسمبر المقبل بجامعة المدية.